ثانيتهما : بنصب الجزأين ، وفيها وجهان :
أ ـ أن يكون (وجوه) بدل بعض من كل من الاسم الموصول ، أما (مسودة) فتكون بالنصب على الحالية ، على أن الرؤية بصرية.
ب ـ إذا عدّت الرؤية قلبية ؛ فإن وجوها تكون بدلا من الاسم الموصول بدل بعض من كل ، وتعرب (مسودة) مفعولا به ثانيا.
ـ وقد يربط بين الحال الجملة الاسمية المنسوخة وصاحبها بالضمير دون الواو ، كما فى قوله تعالى : (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [البقرة : ١٠١](١). الجملة الاسمية المنسوخة (كأنهم لا يعلمون) فى محل نصب على الحالية من (فريق) ، وهو نكرة تخصصت بالصفة فى شبه الجملة (من الذين ...) ، وقد ربطت الحال بصاحبها بضمير الغائبين فى (كأنهم).
ومثل ذلك فى قوله تعالى : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) [الرعد : ٤١]. الجملة الاسمية المنسوخة (لا معقب لحكمه) فى محل نصب على الحالية من الفاعل الضمير المستتر فى (يحكم) ، والرابط بينها وبين صاحبها ضمير الغائب فى (حكمه) العائد على صاحب الحال ، ولم تذكر الواو رابطا.
ـ كما يجوز ترك الواو رابطا والاكتفاء بالضمير فيما إذا كانت الحال جملة اسمية تقدم فيها الخبر على المبتدإ ، كما فى قول بشر بن مروان :
__________________
(١) (فريق) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (من) حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بمن ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لفريق ، أو متعلقة بنعت محذوف.
(أوتوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وهو مبنى للمجهول ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (كتاب) مفعول به لنبذ منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الله) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وراء) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بنبذ. (ظهورهم) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (كأنهم) حرف تشبيه ونصب ناسخ مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائبين مبنى فى محل نصب ، اسم كأن ، (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يعلمون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية في محل رفع ، خبر كأن ، والجملة الاسمية المنسوخة فى محل نصب على الحالية.