تقول : أكرمت الطالب مرتفعة درجاته ، تحترم الفتاة كريما خلقها.
هذا إلى جانب أن تقول : استمعت إلى الدرس فاهما ، وصنعت الباب واسعا.
لكن النحاة ذكروا أن الحال قد تأتى من الاسم الجامد ، سواء أكان مصدرا أم غير مصدر ، مؤولا بالمشتقّ أو غير مؤول. كما يذكر فى الصور التى تأتى عليها الحال فى موضعها من الدراسة.
ثالثتها : أن تكون الحال نكرة :
من الصفات التى تكون عليها الحال أن تكون نكرة ؛ لأنها جواب عن السؤال باسم الاستفهام (كيف) ، و (كيف) سؤال عن نكرة ، فيكون جوابها نكرة ، وكذلك لأن صاحبها يغلب أن يكون معرفة ، فيكون مبناها نكرة ؛ لئلا تلتبس بالصفة تابعة أو مقطوعة ، فيما إذا قلت : رأيت محمدا الراكب ، أعجبت بمحمد الفاهم (بالنصب) ، وجاء محمد المسرع (بالنصب) على سبيل قطع الصفة عن الموصوف ، حيث إن الموصوف وصفته يتطابقان فى التعريف والتنكير. كما أن الحال بمثابة خبر ثان ، والخبر نكرة ، وهى تشبه التمييز فكانت نكرة مثله.
«والحال زيادة فى الفائدة ، والفائدة فى الخبر نكرة ؛ لأنه لو كان معرفة لم يستفده المخاطب ، ألا ترى أنك لو أخبرت المخاطب بما يعلمه لم تكن فيه فائدة؟ إنما الفائدة أن تخبره بما لا يعلم» (١).
فتقول فى الحال : رأيت محمدا راكبا ، وأعجبت بمحمد فاهما ، وجاء محمد مسرعا.
والفرق فى هذه الأمثلة بين الصفة والحال ـ كما أرى ـ أن الصفة ترتبط بموصوفها ارتباطا كليا ، أما الحال فإنها ترتبط بالحدث المسند إلى صاحب الحال ، أو الذى له علاقة معنوية ما بصاحب الحال.
__________________
(١) التبصرة والتذكرة : ١ ـ ٢٩٧.