وليس في هذا التركيب إشكال معنوى ، حيث وجوب احتساب كل حال لصاحبها المقترنة به نطقا ، وعلى الترتيب ، دون افتراض تقديم أو تأخير.
ومنه أن تقول : أقبل سمير مسرورا بخالد باكيا. (مسرورا) حال من سمير ، و (باكيا) حال من خالد.
ومنه : لقيت منحدرا زيدا مصعدا ، (منحدرا) حال من تاء الفاعل ، و (مصعدا) حال من (زيد).
ويرى كثير من النحاة أن الحال وصاحبها إذا تعددا لفظا ومعنى ، فإنه يجب أن يلتزم بهذا التركيب.
ـ وقد يكون تعدد الحال لفظا ومعنى مع الجمع بينهما ، كما يتعدد صاحبها لفظا ومعنى مع الجمع بينهما ، لكن هناك قرينة تحدد صاحب الحال.
من ذلك قول عمرو بن كلثوم :
وإنّا سوف تدركنا المنايا |
|
مقدّرة لنا ومقدّرينا (١) |
حيث (مقدرة) حال من الفاعل (المنايا) ، والقرينة الإفراد والتأنيث ، وقد عطف عليها الحال المنصوبة (مقدرين) من ضمير المتكلمين المفعول به فى (تدركنا) ، والقرينة الجمع.
ـ هناك تركيب للحال وصاحبها يمثل مشكلة معنوية ـ وحق ذلك ـ حيث تتعدد الحال لفظا ومعنى مع الجمع بينها فى النطق ، ويتعدد صاحبها ـ كذلك ـ لفظا ومعنى مع الجمع بينها فى النطق ، فتنطق الأحوال متوالية ، كما ذكرت أصحابها متوالية ، وهنا تثور المشكلة المعنوية ، أى صاحب للحال الأولى؟ ، وأى صاحب للثانية؟ ... وهكذا. وذلك أن تقول : قابل محمد محمودا ضاحكا باكيا.
فمن الضاحك؟ ومن الباكى؟ ينقسم النحاة إزاء ذلك إلى قسمين :
__________________
(١) (إنا) حرف توكيد ونصب ناسخ مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب اسم إن. (سوف) حرف استقبال مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تدركنا) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (المنايا) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.