ـ يرى بعض النحاة ـ منهم ابن عصفور وأبو البقاء ـ أن الحال الأولى للصاحب الأول ، والثانية للثانى ، فيكون محمد ضاحكا ، ويكون محمود باكيا.
ـ ويرى كثير من النحاة أن الحال الأولى للصاحب الثانى ، وذلك لقربهما ، والحال الثانية تكون للصاحب الأول ، فيكون محمد باكيا ، ويكون محمود ضاحكا ، ويرجحون ذلك لعدم الفصل بين إحدى الحالين وصاحبها ، وتقليلا للفصل كذلك.
ويمثلون لذلك بقولهم : لقيت زيدا مصعدا منحدرا. فزيد المصعد ، والفاعل التاء فى (لقيت) هو المنحدر.
ـ قد يكون تعدد الحال مع تعدد صاحبها مع عدم الترتيب والتوالى كما هو فى التركيب السابق ، لكنه يوجد قرينة لفظية أو معنوية تربط بين الحال وصاحبها ، كعلامة التأنيث ، أو المخاطبة ، أو الغيبة أو التكلم ، أو الدلالة على الإفراد وغيره ، أو المعنى ، أو غير ذلك ، نحو : لقيت هندا منحدرة مصعدا.
(منحدرة) حال من (هند) ، لوجود علامة التأنيث فى الحال ، أما (مصعدا) فهى حال من ضمير الفاعل (التاء) ، والمتحدث مذكر بالضرورة.
وكذلك قولك : قابلتنى فاطمة راكبة ماشيا.
ومن ذلك قول الشاعر :
عهدت سعاد ذات هوى معنّى |
|
فزدت وعاد سلوانا هواها |
حيث (ذات) حال من (سعاد) منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، للمطابقة فى التأنيث ، و (معنّى) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة المقدرة ، وصاحبها تاء الفاعل فى (عهدت) ؛ للمطابقة فى التذكير.
ومنه كذلك قول امرئ القيس :
خرجت بها أمشى تجرّ وراءنا |
|
على أثرينا ذيل مرط مرحّل |