ـ أن تذكر الحال بعد (لا) النافية ، حيث إنه يغلب تكريرها ، فتقول : أقبل محمود لا ماشيا ولا راكبا ، حيث (ماشيا وراكبا) حالان منصوبان من الفاعل (محمود) ، وتعدّدت الحال لذكرها بعد (لا) النافية التى تحتاج إلى تكرير.
ومنه قولك : أتناول الطعام لا شرها ولا مزدردا ، بل قانعا ماضغا. جئتك لا راغبا ولا راهبا.
وإفراد الحال دون تكرار عد (لا) نادر فى النظم ، وقد جاء منه قول الشاعر :
قهرت العدا لا مستعينا بعصبة |
|
ولكن بأنواع الخدائع والمكر |
حيث (مستعينا) حال من الفاعل الضمير تاء الفاعل فى (قهرت) ، وهى حال مذكورة بعد (لا) ، ولم تكرر (لا) ، ولا الحال.
الحذف والذكر فى الحال
نعرض فى هذا القسم قضية الحذف فى الحال من ثلاث جهات : حذف الحال ، وحذف العامل فى الحال ، وحذف صاحب الحال ، كما نعرض قضية الذكر فى الحال من جهتين : وجوب ذكر الحال ، ووجوب ذكر عاملها.
أولا : حذف الحال :
قد تحذف الحال فى التركيب ويبقى عاملها ، وعلامة ذلك أن تجد الكلام يحتاج إلى وصل الأول بالآخر ، وذلك من خلال تقدير حال محذوفة تؤدى هذا الوصل ، ويكون موضعها النصب على الحالية ، وهذا الحذف فيه حكم الجواز.
ففى قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ ...). [الرعد : ٢٣ ، ٢٤]. الجملتان (يدخلون) ، و (سلام عليكم) يحتاجان إلى وصل بينهما ، ولذلك فإنهم يجعلون الجملة الاسمية (سلام عليكم) جملة محكية بقول محذوف ، وهذا المحذوف فى موضع نصب على الحالية من الضمير الفاعل (واو الجماعة) فى (يدخلون) ، والتقدير : يدخلون عليهم قائلين : سلام عليكم.