وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١](١). (مصدقا) حال منصوبة مؤكدة للجملة السابقة عليها (هو الحق).
عليك أن تلحظ أن الجملة (هو الحق) وهى التى أكدتها الحال جملة اسمية الخبر فيها هو المبتدأ. وقدر النحاة ذلك : وهو الحق أحقه مصدقا.
ومن ذلك قول سالم بن دارة :
أنا ابن دارة معروفا بها نسبى |
|
وهل بدارة يا للنّاس من عار (٢) |
(معروفا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وهى حال مؤكدة للجملة الاسمية التى تسبقها (أنا ابن دارة) ، وتلحظ ـ كذلك ـ أن المبتدأ فيها هو الخبر.
ثالثها : أن تكون الحال مبينة لزيادة أو نقص تدريجيين :
إذا كانت الحال مبينة لزيادة تدريجية ، نحو : تصدقت بدرهم فصاعدا ؛ فإن عامل الحال يجب أن يحذف ، حيث (صاعدا) حال تبيّن أن هناك زيادة فى المعنى السابق عليها ، والتقدير : فذهب المتصدق به صاعدا. ولذلك فإن بعض النحاة يرون أن هذه حال مؤكدة ، حيث إن الزيادة تعنى الصعود.
__________________
(١) (يكفرون) جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب ، أو جملة فعلية فى محل رفع ، خبر مبتدإ محذوف ، والتقدير : وهم يكفرون ، والجملة فى محل نصب ، حال من واو الجماعة فى (قالوا). (وراءه) شبه جملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (وهو الحق) جملة اسمية فى محل نصب على الحالية من واو الجماعة فى (يكفرون).
(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ٧٩ / الخصائص ٢ ـ ٢٦٨ / الأشمونى ٢ ـ ١٨٥ / شرح الشذور.
(أنا ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ابن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (دارة) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. (بها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بـ (معروفا). (نسبى) نائب فاعل لمعروف ، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها مناسبة الكسرة لضمير المتكلم ، والياء ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (هل) حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. (بدارة) شبه جملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (يا للناس) حرف نداء ، واللام الجارة ، والناس اسم مجرور باللام والتركيب اعتراضى للتعجب ، لا محل له من الإعراب. (من عار) من حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب ، عار : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.