أماوِيَّ إني رُبّ واحِدِ أُمِّه |
أخَذْتُ ولا قتلٌ عليه ولا أَسْرُ |
وقال أبو عبيد في قول عائشة ووصفِها عُمَرَ : كان والله أحْوَزِياً نسيجَ وحْدِه تعني أنه ليس شِبْهٌ في رأيه وجميع أَمْرِه وأنشد :
جاءت به مُعْتَجِراً بِبُرده |
سفواءُ تَخْدِي بنسيج وحْدِه |
قال : والعرب تَنْصِبُ وحْدَه في الكلام كلِّه ، ولا ترفعه ولا تَخْفِضُه إلّا في ثلاثة أحرف نسيج وحْدِه وعيير وحده وجُحَيْشُ وحْدِه. قال وقال البصريون : إنّما نصبوا وحدَه على مذهب المصدر أي توحَّد وحده وقال أصحابُنَا : إنّما النصب على مَذْهَبِ الصّفة.
قال أبو عبيد : وقد يدخل فيه الأمران جميعاً. وقال شمر أمَّا نسيج وحده فمحمودٌ وأما جُحيش وحْدِه وعُيَيْر وحده فموضوعان مَوْضِعَ الذَّمّ وهما اللذان لا يشاوران أحداً ، ولا يُخَالِطَانِ النَّاس ، وهما مَعَ ذلك ذوا مَهانَةٍ وضَعْفٍ. وقال غيره : مَعْنَى قَوْلِهم : هو نَسيجُ وحْدِه أي لا ثانِيَ له ، وأصْلُه الثوْبُ الّذي لا يُسْدَى على سَدَاه غيرُه من الثياب لدقّته.
ويقال في جمع الوَاحِد أُحْدَانٌ والأصل وُحْدان فقلبت الواو همزة لانضمامها.
ثعلب عن ابن الأعرابي يقال : نسيج وحده وعُيير وحدِه ورجُلُ وحْدِه ، ويقال جلس على وَحْدِه وجلس وَحْدَهُ ، وجلسا على وَحْدِهما ، وقمت من على الوسادة.
ابن السكيت تقول هذا رَجُل لا واحِدَ له كما تقول هو نسيجُ وحْدِه ، والوحِيدَان ماءان في بلاد قَيْسٍ مَعْرُوفَانِ. وآلُ الوَحِيدِ حَيٌّ من بَنِي عامِرٍ.
وقال أبو زيد : يقال اقتضيْتُ كلّ درهم على وَحْدِه وعلى حِدَتِه وتقول فعل ذلك من ذات حِدَته ، ومن ذات نَفْسِه ، ومن ذَاتِ رَأْيه ، وعلى ذات حدته ومن ذي حِدَته بمعنى واحد.
ودح : قال ابن السكيت : أَوْدَحَ الرجلُ إذا أقرَّ بالباطل وقال أبو زيد : الإيداحُ الإقرارُ بالذُّلِّ والانقيادُ لمن يقودُه وأنشد :
وأكوى على قرنيه بعد خِصائه |
بناري وقد يكوى العَتُود فَيُودِح |
وقال أبو عبيد قال الكسائي : إذا حَسَنَتْ حَالُ الإبل السِّمَن قيل أوْدَحَتْ ، عمرو عن أبيه يقال ما أغنى عني وَدَحَةً ولا وَتَحَةً ولا وَدْحَة ولا وشمة ولا رشمة أي ما أغنى عني شيئاً.
باب الحاء والتاء
[ح ت (وايء)]
حتى ، حات ، تاح ، وتح ، تحى ، و (التاحي).
حتي : مُشَدّدة التاء تكتب بالياء ولا تُمَالُ في اللَّفظ ، وتكون غايةً معناها معنى «إلَى» مع الأسماء ، وإذا كانت مع الأفعال فمعناها «إلَى أَنْ» وَكذَلك نصبوا بها المستقبلَ.
وقال أبو زيد : سمعت العرب تقول : جلست عنده عتّى الليل يريدون حتى الليل فيقْلِبُون الحاء عَيْناً.