بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أبواب الحاء والراء
ح ر ل
استعمل من وجوهه : رحل : قال الليث : الرَّحْلُ : مَرْكَبٌ للبعير.
والرِّحالةُ نحوُه ، كلُّ ذلك من مَراكِب النساء. قلت : الرَّحْلُ في كلام العرب على وجُوهٍ. قال شمر : قال أبو عُبَيْدَة : الرحْلُ بجميع رَبَضِه وحَقَبِه وحِلْسِه وجميع أَغْرُضِه. قال : ويقولون أيضاً لأعواد الرَّحْلِ بغير أداةٍ رَحْلٌ ، وأنشد :
كأن رَحْلي وأداة رَحْلِي |
على حَزَاب كأَتان الضَّحل |
قلت وهذا كما قال أبو عُبَيدة. وهو من مراكب الرجال دون النساء.
وأما الرِّحَالَةُ فهي أكبر من السَّرْج وتُغَشَّى بالجُلودِ تكون للخَيْل والنَّجائبِ من الإبل ومنه قول الطَّرِمَّاحِ :
قَتَرُوا النجائبَ عِنْدَ ذَ |
لك بِالرِّحَالِ وبالرَّحَائِل |
وقال عنترةُ فجعلها سُرُجاً :
إذْ لا أَزَالُ على رِحَالَةِ سَابحٍ |
نَهْدٍ مَرَاكِلُه نَبِيلِ المحْزَمِ |
قلت : فقد صح أن الرَّحل والرَّحالة من مراكب الرجال دون النساء.
والرَّحْل في غير هذا منزِلُ الرجل ومسكَنُه وبَيْتُه ، يقال : دخلتُ على الرَّجُل رحْلَه أي منزِلَه وفي حديث يزيدَ بْنِ شَجَرَة : «أنه خطب الناس في بَعْثٍ كان هو قائِدَهم ، فحثَّهُم على الجهادِ وقال إنكم تَرَوْن مَا أَرَى من بَيْن أَصْفَرَ وأَحمَرَ ، وفي الرِّحَالِ ما فيها ، فاتقوا الله ولا تخزوا الحُورَ العِينَ» يقولُ : معكم من زَهْرَةِ الدنيا وزُخْرُفِها ما يُوجِبُ عليكم ذِكْرَ نعمةِ الله عليكم واتِّقَاءَ سَخَطِه ، وَأَنْ تَصْدُقوا العَدُوَّ القِتَال وتجاهِدُوهُمْ حَقَّ الجِهَادِ ، فاتَّقُوا الله ولا تَرْكَنُوا إلى الدنيا وزُخْرُفِها ، ولا تَوَلَّوْا عن عدوِّكم إذا التَقَيْتُم ولا تُخْزُوا الحورَ العين بَأنْ لا تُبْلُوا ولا تجْتَهدوا وتفْشَلُوا عن العدوِّ فيُوَلِّينَ ، يعني الحُورَ العِين عنكم بِخَزَاية واستحْياءٍ لكم. وقد فُسِّر الخَزَايةُ في موضعها.
وقال الليث : رَحْلُ الرَّجُلِ : مسكَنُه. وإنَّه لخَصِيبُ الرَّحْل. وانتهيْنَا إلى رِحَالِنَا : أي إلى مَنَازِلِنا. ورُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنَّهُ قال :