كان قليلَ الوفاءِ. قال والعرب تحلف بالملْحِ والماءِ تعظيماً لهما. وروى قوله :
والملحِ ما ولدت خالدة
بكسر الحاء وجَعَلَ الواو واوَ القَسَم ، وأمَّا الكسائيُّ فرواه والمِلْحُ بضم الحاء عطفه على قوله لا يبعد الله.
الليث : أَمْلَحْتَ يا فلانُ جاء بمعنيين : أي جئت بكلمةٍ مليحةٍ ، وأكثرت مِلْحَ القِدْرِ ، قلت واللغة الجيِّدة مَلَّحْتَ القدر إذا أكثرتَ ملحها بالتشديد. قال والمَلْحَاءُ : وسط الظّهْر بين الكاهل والعَجُز ، وهي من البعير ما تحت السَّنَام. قال : وفي المَلْحَاءِ ستُّ مَحَالاتٍ وهي ست فقرات والجميع مَلْحَاوَات والمُلَّاحِيُ ضربٌ من العنب أبيضُ ، في حَبِّه طولٌ. قال : والملَحُ داءٌ وعيب في رِجْلِ الدابة. وقال غيره يقال للنَّدى الذي يسقط بالليل على البقل أَمْلَحُ لبياضِه ومنه قوله :
أقامَتْ به حَدَّ الرَّبيعِ وَجَارُها |
أخُو سَلْوَةٍ مَسَّى به اللَّيْلُ أَمْلَحُ |
أراد بجارها نَدَى اللَّيْلِ يُجيرُها من العطش ، وقال شمر : شِيْبانُ ومِلْحانُ هما الكانُونان ، وقال الكميت :
إذا أمست الآفاق حُمْراً جُنُوبها |
الشِيبانُ أو مِلْحان واليوم أشهب |
قال وقال عمرو بن أبي عمرو شِيبانُ بكسر الشين ومِلحان من الأيام إذا ابيضّت الأرض من الحَليتِ والصقيع.
سلمة عن الفراء قال : المليح الحليم وكذلك الرَاسب والمَرِثُ.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : المِلَاحُ أن تشتكي الناقةُ حياءَها فتؤخذ خرقةٌ ويُطْلَى عليها دَوَاءٌ ثم يُلْصَقَ على الحياء فَيَبْرَأُ.
قال : والمِلَاحُ المراضعة ، والمِلَاحُ المياه المِلْحُ ، والمِلَاحُ الرّمْح.
قال أبو الهيثم : تقول العرب للذي يخلِط كذباً بصدق هو يخصف حِذَاءه وهو يرتشي إذا خلط كذباً بحق ويَمْتَلِحُ مثلُه. وإذا قالوا : فلان يَمْلَحُ فهو الذي لا يخلص الصدق وإذا قالوا عند فلان كذبٌ قليلٌ فهو الصدوق الذي لا يكذب وإذا قالوا إنّ فلاناً يَمْتَذِق فهو الكذوب.
لحم : قال الليث : تقول العرب هذا لَحْمٌ ولَحَمٌ مخفَّف ومثقَّل. ورجل لَحيمٌ كثير لَحْمِ الجسد وقد لَحُمَ لَحامَةٌ ، ورجل لَحِمٌ أكولٌ للّحِمِ وبيت لَحِمٌ يكثر اللَّحْمُ فيه.
وجاء في الحديث «إن الله يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ وأَهْلَه» وفي حديثِ آخر «يُبْغِضُ أهلَ البيتِ اللَّحِمِين».
حدثنا عبد الله بن عُرْوةَ عن العباس الدُريّ عن محمد بن عبيد الطنافسيّ قال : سأل رجل سفيان الثوريّ أرأيتَ هذا الحديث الذي يروى «إنَّ الله لَيُبْغِضُ أهلَ البيتِ اللَّحِمِين» أهُمُ الذين يكثرون أكل اللحم؟ فقال سفيانُ : هم الذين يُكْثِرُون أَكْلَ لحُومِ الناس.
وقال نِفْطَوَيْهِ : يقال أَلْحَمْتُ فلاناً فلاناً ، أي مكَّنْتُهُ من عِرْضِه وشَتْمِه. وفلانٌ يَأكُلُ لُحُومَ الناسِ أي يَغْتابُهم.
ومنه قول الشاعر :