وأكثر شذوذا منه أن يكون التحذير للغائب ، كما ورد فى قول بعض العرب :«إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب».
ومنه قول الشاعر :
فلا تصحب أخا الجه |
|
ل وإياك وإياه (١) |
أى : إياك باعد منه ، وإياه باعد منك.
ج ـ الضمائر فى (إياك):
فى القول : إياك والشرّ ضميران ، أولهما : (إياك) وهو بارز منصوب ، والآخر : مستتر فى (إياك) ، وهو مرفوع ؛ لأن الضمير (إياك) قائم مقام الفعل ، فالضمير المرفوع هو الفاعل للعامل المحذوف.
لذلك فإنك إذا أردت تأكيد (إياك) بالنفس أو العين على هذا فإنك تؤكد ضميرا منصوبا ، فتقول : إياك نفسك والشرّ ، وإياك أنت نفسك والشرّ. بنصب (نفس) ، وذكر الضمير المنفصل أو عدم ذكره.
أما إذا أردت تأكيد الضمير المرفوع المستتر فى (إياك) فإنه لا بدّ من الفصل بضمير الرفع المنفصل العائد على الضمير المرفوع ، ثم رفع (نفس) ، فتقول : إياك أنت نفسك أو عينك والشرّ. برفع (نفس أو عين).
ومنه قول جرير :
__________________
(١) المساعد ٢ ـ ٥٧١ / الهمع ١ ـ ١٧٠ / الدرر ١ ـ ١٤٥.
(فلا) : الفاء بحسب ما قبلها حرف مبنى لا محل له من الإعراب ، لا : حرف نهى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تصحب) : فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. (أخا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة. (الجهل) : مضاف إلى أخ مجرور وعلامة جره الكسرة. (الواو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (إياك) ضمير منفصل مبنى ، فى محل نصب مفعول به لفعل محذوف ، تقديره احذر. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. (الواو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (إياه) : ضمير مبنى فى محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره احذر. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.