ب ـ ومنهم من يرى أن الأداة ليست لاستغراق الجنس ، ويستدل لذلك بأن أداة التعريف عند ما تفيد الاستغراق فإنه يصح إضافة ما عرفت به إلى (كل) ، كما هو فى قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر : ٢] ، أى : كل الإنسان ، ولا يصح ذلك فى القول : نعم الرجل زيد ، أى : كل الرجل.
وأصحاب هذا الرأى لا يقبلون معنى المبالغة والمجاز ، حيث لا يقال : أنت الرجل ، مقصودا به : كلّ الرجل ، ولكن تقول : أنت الرجل كلّ الرجل.
لكنه بالتمعن نجد أنه لا يجوز القول : نعم كلّ الرجل زيد ؛ لأنه يفهم منه أن أفراد الرجل متعددة حقيقة ، وأنها عين زيد ، وذلك محال ، ولذلك لم يجز القول : أنت كل الرجل.
وكما يجوز أن يقال : أنت الرجل كلّ الرجل ، يجوز أن يقال كذلك : نعم الرجل كلّ الرجل زيد ، إذ يقصد منه المبالغة.
ـ تنبيه :
لأن الألف واللام للجنس فإنه يمكن القول : نعم المحمد محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ونعم الإبراهيم إبراهيم خليل الله. ذلك لأن المحمد والإبراهيم جنس لكلّ محمد ولكلّ إبراهيم.
٣ ـ المضمر المستتر المميّز :
قد يكون فاعل (نعم وبئس) مضمرا مستترا مميزا ومفسرا بنكرة تليه ، فالضمير الفاعل فى هذا الباب ضمير مبهم ؛ لذا احتاج إلى ما يفسره وهو التمييز النكرة ، نحو قول الأخطل :
أبو موسى فجدك نعم جدا |
|
وشيخ الحى خالك نعم خالا (١) |
__________________
(١) (أبو) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، (موسى) مضاف إليه (أبو) مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (فجدك) الفاء عاطفة تعقيبية فصيحة ؛ إذ بينت أن أبا موسى الذى هو نعم الجد جدّه. (جدك) خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. والتقدير عندى : أبو موسى نعم جدا فهو جدك. (نعم) فعل ماض مبنى على الفتح ،