أولهما : أن يكون الاسم الموصول صفة لـ (القوم) ، ويكون المخصوص محذوفا ، والتقدير : بئس مثل الذين القوم كذبوا مثل هؤلاء ...
والآخر : احتساب المخصوص مضافا إلى (الذين) ، فلما حذف المضاف قام المضاف إليه مقامه ، والتقدير : بئس مثل القوم مثل الذين ...
٢ ـ أن يكون المخصوص مختصا :
من سمات المخصوص بالمدح أو الذمّ أن يكون مختصا ، ذلك لأنه يذكر بعد فاعلهما ، وفاعلهما مبهم ، فكأنه يكون للتخصيص بعد الإبهام الكامن فى الفاعل.
فالفعلان (نعم وبئس) لمعنى المدح والذمّ العامّين ؛ لذلك فإن فاعلهما يتضمن معنى المدح والذمّ على سبيل الإجمال ، والإجمال كامن فى معنى الجنس الذى يمثلانه ، والمخصوص جزء من فاعلهما ، أو : فرد من جنسه ، فكأنك أجملت الممدوحين أو المذمومين ، ثم يذكر المخصوص بعد ذلك على سبيل التفصيل والتخصيص.
لذلك فإن اسم الممدوح أو المذموم يجب أن يكون أخصّ من الفاعل ، ولا يكون أعمّ ولا مساويا.
ملحوظة :
فاعل (نعم وبئس) والتمييز والمخصوص شىء واحد :
لو أمعنا حقيقة العلاقة المعنوية بين فاعلى (نعم وبئس) ومفسره المميز له والمخصوص فيما سبق لوجدنا أن مفسر الفاعل ومميزه إنما هو هو ، لأن المفسر (بكسر العين) والمفسّر (بفتح العين) إنما هما واحد ، وإلا لما كان هناك تفسير حقيقى ، كما أن المخصوص جزء من فاعل (نعم وبئس) ؛ لأن المخصوص خاص ، والفاعل عامّ ، ولا بدّ أن يصدق العام على الخاص ، وينسلخ الخاصّ من العام ، ومن هنا تبدو العلاقة المعنوية بين فاعل (نعم وبئس) ومميّزه والمخصوص ، فلا بدّ أن يكون الثلاثة شيئا واحدا.