ولتلحظ معى القول : نعم مواطنا محمد ، فاعل (نعم) ضمير مستتر تقديره : هو. ويعنى : الشىء ، أو قل : الرجل ، فتجد أن : الرجل ، ومواطنا ، ومحمدا شىء واحد ، وكلّ منها يصدق على الآخرين.
حذف المخصوص :
قد يحذف المخصوص فى موضعين :
أولهما : إذا تقدم فى الكلام ما يدلّ على المخصوص بالمدح أو الذم فإن المخصوص يجوز حذفه للعلم به ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص : ٤٤](١). حيث المخصوص بالمدح تقديره : هو ، ويعود على أيوب عليه السّلام المذكور فى قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ) [ص : ٤١].
ومثله قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) [الذاريات : ٤٨](٢) ، أى : فنعم الماهدون نحن.
ومنه قوله تعالى : (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) [المرسلات : ٢٣] ، أى : نحن. (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل : ٣٠]. أى : الجنة. (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد : ٢٤] ، أى : عقباهم.
والآخر : أن يخلف المخصوص صفته : سواء أكانت اسما ، كقولك : نعم الصديق حليم كريم ، أى : صديق حليم كريم ، فحذف المخصوص المحذوف ، وأقيم مقامه صفته.
وقولك : بئس الصاحب عذول خذول ، أى : صاحب عذول خذول.
__________________
(١) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب ناسخ مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (وجدناه) فعل ماض ، وفاعله ضمير المتكلمين مبنى ، وهاء الغائب ضمير مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول (صابرا) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (نعم العبد) فعل وفاعل. والجملة إما خبر مقدم ، وإما لا محل لها من الإعراب. والمخصوص محذوف. (إنه) حرف توكيد ونصب ، واسمه ضمير الغائب مبنى فى محل نصب. (أواب) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة استئنافية ، أو تذييلية.
(٢) (الأرض) مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة.