وفيه فاعل (حب) (الزور) ، وهو مسبوق بالباء الزائدة.
استعمال هذا التركيب للتعجب :
يجوز استعمال التركيب الفعلى ذى الفعل الماضى المضموم العين استعمال الفعل الدالّ على معنى التعجب ، من حيث :
أ ـ لا يلزم فاعله الإضمار ، أو أداة التعريف (أل) ، كما هو فى معنى المدح والذم.
ب ـ أن يستغنى عن المخصوص.
ج ـ ومنه قول الأخطل يمدح خالد بن عبد الله بن أبى العيص :
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها |
|
وحبّ بها مقتولة حين تقتل (١) |
يروى بضمّ الحاء وبفتحها ، وكلاهما للمدح والتعجب ، وفاعل (حب) ضمير الغائبة المسبوق بحرف الجر الزائد (الباء) ، فهو مثل قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) حيث فاعل (كفى) هو لفظ الجلالة تعالى (الله) ، وهو مسبوق بالباء الزائدة. أما (مقتولة) فإنها منصوبة على الحالية.
د ـ الأصل ضمّ عين الفعل (حبّ) للمدح ، فهو (حبب) ، فإن نقلنا حركة العين إلى الفاء بعد حذف حركتها ضمت فاء الكلمة ، وإن حذفنا حركة العين دون نقل فتحت فاء الكلمة ، ثم يدغم المثلان ، فيسكن الأول منهما.
__________________
(حب) فعل ماض مبنى على الفتح. (بالزور) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محل له من الإعراب. الزور : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت للزور على المحل. (لا) حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب. (يرى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (منه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالرؤية. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (صفحة) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (أو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، (لمام) معطوف على صفة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(١) الأصول فى النحو ١ ـ ١٣٧ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٨١ أسرار العربية ١٠٨ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٢٩ / الخزانة ٤ ـ ١٢٢.