ويمكن أن يعدّ حرف الجر فى المواضع السابقة مؤديا دلالة غير دلالة التوكيد لزيادته (١).
ومنه ما ذكرناه من قوله تعالى : (رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) [النمل : ٧٢] ، أى : ردفكم ، وقول الشاعر :
فلما أن تواقفنا قليلا |
|
أنخنا للكلاكل فارتمينا |
أى : أنخنا الكلاكل ، حيث تكون (الكلاكل) مفعولا به منصوبا مقدرا ، واللام حرف جر زائد. ومنه قوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ)(٢) [مريم : ٣٥]. وقول الجعدى : نضرب بالسيف ونرجو بالفرج (٣). التقدير : ونرجو الفرج ، (الفرج) مفعول به منصوب مقدرا ، وقول الشاعر :
هن الحرائر لا ربات أخمرة |
|
سود المحاجر لا يقرأن بالسور (٤) |
أى : لا يقرأن السور. ومثله قول جرير :
إن البعيث وعبد آل مقاعس |
|
لا يقرآن بسورة الأحبار (٥) |
وفى زيادة الباء مع المفعول به للفعل (قرأ) شواهد أخرى (٦).
__________________
(١) يرجع إلى : الجنى الدانى ٣٠٩ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٣.
(٢) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (لله) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب خبر كان مقدم ، أو متعلقة بمحذوف خبر. (أن يتخذ) أن :حرف مصدرى مبنى ، لا محل له من الإعراب. يتخذ : فعل مضارع منصوب بعد أن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والمصدر المؤول فى محل رفع اسم كان. (من) حرف جر زائد مبنى لا محل له. (ولد) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (سبحانه) سبحان : منصوب على المصدرية لفعل محذوف ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مصدر أو اسم مصدر ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة.
(٣) وصف المبانى ٣٢١ / خزانة الأدب ٤ ـ ١٦٠ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٦.
(٤) معانى القرآن وإعرابه للزجاج ٣ ـ ٤٢١ / البحر المحيط ٢ ـ ٧١ / خزانة الأدب ٣ ـ ٦٦٧ ، ٤ ـ ٨٦٠ / شرح أبيات المغنى ١٢٨٠١ / ٢ ـ ٣٦٨.
(٥) شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٩.
(٦) ينظر : معانى القرآن وإعرابه للزجاج ٣ ـ ٤٢١ / شرح أبيات المغنى ٢ ـ ٣٦٧ ، ٣٧٣.