أما الكوفيون والأخفش فإنهم يرون زيادتها فى الواجب ، ويجعلون منه قوله تعالى : (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) [المائدة : ٤]. حيث (من) زائدة يرجحون كونها تبعيضية فى هذا الموضع (١) ، وفى المواضع المماثلة.
١٤ ـ أن تكون للقسم :
تكون للقسم مختصة بالرب ، وتكسر ميمها وتضم ، فتقول : من ربى لأجتهدنّ.
١٥ ـ أن تكون بمعنى (عند):
تكون بمعنى (عند) ، كما فى قوله تعالى : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) [آل عمران : ١٠].
عن (٢)
من حروف الجرّ ، ونونها ساكنة ، فإن لقيها ساكن كسرت لالتقاء الساكنين ، وهو حرف يجر المظهر والمضمر ، ووردت دالة على المعانى الآتية من خلال السياق :
١ ـ المجاوزة :
نحو : عفا الله عنا وعنه ، وكذلك : فقد أخرت الصلاة عن وقتها ، وواضح أن مدلول (عن) هو المجاوزة ، وهو أشهر معانيها ، ولم يثبت البصريون لها غير هذا المعنى ، ولم يثبت سيبويه (٣) لها إلا هذا المعنى ، ولكونها للمجاوزة عدى بها الأفعال (صد وأعرض) ونحوهما ، و (رغب ومال) إذا قصد بهما ترك المتعلق ، من ذلك : انصرفت عن محمد ، أى : تجاوزته ، وقولك : أطعمه عن جوع ، سرت عن البلد ، رميت عن القوس.
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٢ ـ ٤٩٠.
(٢) انظر : معانى الحروف ٩٤ ـ ٩٦ / الأزهية ٢٩٢ / المفصل ٢٨٨ / التسهيل ١٤٦ / مغنى اللبيب ١ ـ ١١٩ : ١٢١ / شرح شذور الذهب ١٧ / الجنى الدانى ٢٤٥ ـ ٢٤٩ / المقرب ١ ـ ٢٠١ / رصف المبانى ٣٦٦ ـ ٣٧١ / همع الهوامع ٢ ـ ٢٩ / الإتقان ٢ ـ ٢٤٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١٥ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٠٧.
(٣) ينظر : الكتاب ٤ ـ ٢٢٦.