والقضية مدروسة بالتفصيل فى الظروف (المفعول فيه) ؛ لأن أصلها الظرف الزمانى ، فرجحت الدراسة التفصيلية هناك ، والنحاة ـ معظمهم ـ يذكرونهما فى الحروف.
حروف القسم
حروف القسم (١) ؛ وهى : الباء والتاء والواو ، تخفض ما بعدها من مقسم به ، فيقال : بالله ، تالله ، والله ، بخفض لفظ الجلالة.
تتكون شبه جملة القسم من حرف القسم والمقسم به المخفوض ، وفى متعلق شبه الجملة هذه ينقسم النحاة إلى قسمين :
أولهما : ما يراه بعض النحاة من أن شبه الجملة متعلقة بالفعل الذى يأتى بعدها ، أى : المقسم عليه ، ويرده كثير من النحاة.
والآخر : ما يراه كثير من النحاة من تعلق شبه الجملة بفعل محذوف ملائم للفظ القسم ، من نحو : أقسم ، أحلف ، ...
أما جملة جواب القسم فإنها لا محلّ لها من الإعراب ، فإذا قلت : والله لأخلصنّ فى عملى ، فالواو حرف قسم مبنى ، لا محلّ له من الإعراب ، (الله) لفظ الجلالة اسم مجرور بحرف القسم ، وعلامة جرّه الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بفعل محذوف ، تقديره : أقسم.
(لأخلصن) اللام : حرف توكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب واقع فى جواب قسم محذوف. أخلص : فعل مضارع مبنى على الفتح لمباشرته نون التوكيد فى محل رفع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا ، والنون حرف توكيد مبنى ، لا محل له من الإعراب ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. (فى عملى) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإخلاص.
بنية المقسم به مع حروف القسم وفعل القسم :
هناك علاقة ثلاثية بين حرف القسم المقسم به ما بين الإظهار والإضمار ، وفعل القسم بين الحذف والذكر ، ذلك على النحو الآتى :
__________________
(١) ارجع إلى : البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٩٢٣ / المساعد ٢ ـ ٣٠٢ / شفاء العليل ٢ ـ ٦٨٣.