ويثار بين النحاة قضية إضافة مثل هذه الظروف إلى الجملة الاسمية إذا كان الظرف مستقبل الزمن : فيرى سيبويه أنه لا يجوز أن يضاف الظّرف المستقبلىّ الزمن إلى الجملة الاسمية.
أما الأخفش ؛ فإنه يجيز ذلك. ففى قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) [غافر : ١٦] الجملة الاسمية (هم بارزون) أضيفت إليها ، لكن سيبويه يقدر فعلا قبل الاسم محذوفا يفسره اسم الفاعل المذكور (بارزون) ، والتقدير : يوم برزوا ؛ فلما حذف الفعل بقى الضمير (واو الجماعة) منفصلا ؛ فأصبح (هم) ؛ فيكون (هم) لدى هؤلاء فاعلا بفعل محذوف ، أما (بارزون) ؛ فيكون خبرا لمبتدإ محذوف تقديره (هم).
ولكن الأخفش لا يقدّر كلّ ذلك ؛ لأنه يجيز مجئ الجملة الاسمية فى هذا الموضع ، وتكون الجملة الاسمية فى محل جر مضاف إليه.
ومثل ذلك قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) [الذاريات : ١٣].
ملحوظات :
أولا : الجملة المضافة والضمير الرابط :
الجمل المضافة إلى اسم لا يجوز أن يكون فيها ضمير يعود على هذا الاسم ، من ذلك قوله تعالى (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) [مريم : ٣٣]. حيث الجمل الفعلية (ولدت ، أموت ، أبعث) فى محل جرّ مضاف إليه ، ونلحظ عدم تضمنها ضميرا يعود على ما أضيفت إليه ، والضمائر التى تتضمنها الجمل لا يعود على المضاف (يوم) ، وإنما على المتكلم.
وإذا تضمنت الجملة ضميرا يعود على الاسم السابق عليها وجب الفصل بالتنوين ، وتأخذ الجملة موقعها الإعرابىّ من الصفة أو الحال.
ففى القول : استمتعت بيوم قضيته على شاطىء البحر ، الجملة الفعلية (قضيته) تضمنت ضمير الغائب (الهاء) العائد على الاسم الذى يسبقها (يوم) ؛ ففصل بينهما بالتنوين ، وتكون الجملة فى محل جر ، نعت ليوم.