وفيه نصب شاعرا بعد حرف النداء (أيا) ، ويوجه على أن المنادى محذوف ، والتقدير : أيا هؤلاء ، ويكون نصب شاعر على الاختصاص والتعجب ، حيث إنه نكرة ، والشاعر يتوجه بالمنادى إلى شاعر بعينه ، وهو جرير.
لكن كثيرا من النحاة يجعلون نصب شاعر على النداء ، على أنه نكرة موصوفة بجملة ، حيث جملة (لا) النافية للجنس فى محل نصب ، نعت للمنادى. فهو منادى مخصوص معروف لوصفه بالجملة.
ثانيا : نداء المسمى بالعدد :
ـ إذا سميت باثنى عشر وناديته فإنك تقول : يا اثنا عشر أقبل ، على مذهب البصريين ، حيث يجعلون (عشر) بمثابة النون المحذوفة من اثنين للإضافة.
وتقول : يا اثنى عشر على مذهب الكوفيين.
ـ إذا سميت جماعة بـ (ثلاثة وثلاثين) ناديت عليهم بقولك : يا ثلاثة وثلاثين ، بالنصب ؛ لأن هذا التركيب أصبح علما بالتسمية ، فهو بإزاء حقيقة واحدة ، كقولك : يا عبد الله ، فأصبح المضاف والمضاف إليه بإزاء حقيقة واحدة ، فنصبت المنادى ، وأجريت الثانى معه موقعه فى الإعراب ، فكان (الله) مضافا إلى (عبد) ، وكان (ثلاثون) معطوفا على ثلاثة بالنصب لا غير ؛ لأن الأول منصوب لفظا ومحلا.
لكنك إذا ناديت على هذه الجماعة وأنت تقصد عددهم بـ (ثلاثة وثلاثين) فإنك تقول : يا ثلاثة وثلاثون ، أو ثلاثين ، فيكون الأول مبنيا على الضمّ فى محل نصب ؛ لأنه نكرة مقصودة ، ويكون الثانى معطوفا عليه ، فيجوز فيه الرفع على اللفظ ، والنصب على المحل.
ثالثا : المحل الإعرابى للمستغاث به :
نذكر فيما بعد أن المستغاث به والمندوب والمتعجب منه باستخدام النداء يكون فى محلّ نصب.