ومما يضاف إلى المظهر وجوبا (كل) فى النعت بها ، حيث تضاف إلى مثيل ما تنعته من اسم ، فتقول أعجبت بالرجل كلّ الرجل ، وفهمت الدّرس كلّ الدرس ، حيث (كل) فى الموقعين نعت لما قبلها ، فأضيفت إلى مثيل اللفظ الذى تنعته.
ملحوظة : الفرق بين ذى وصاحب :
هناك فرق معنوي يستخدم فى التركيب بين (ذى) و (صاحب) ، حيث : يستخدم (ذو) مضافا إلى التابع لا المتبوع ، فيقال : ذو الملك ، وذو العرش ، وذو القرنين ، وعند ما يفخم المسمّى بمثل هذه المعانى فإنه يستخدم (ذو) ، نحو : ذو الشهادتين ، ذو الشمالين ، وذو اليدين ، وما سبق مما أضيف إلى (ذى).
أما (صاحب) فإنه يستخدم مضافا إلى المتبوع لا التابع ، فتقول : أحمد صاحب علىّ ؛ فيكون أحمد تابعا ؛ فالمضاف إليه (صاحب) هو المتبوع.
وتقول : أبو هريرة صاحب النبى ، لا العكس.
وقد ورد فى القرآن الكريم «صاحب الحوت» ، و «ذو النون» ، والنون هو الحوت ، وكلاهما كناية عن يونس عليه السّلام ، وبينهما فى استخدام (صاحب وذى) فرق ؛ ففى معرض الثناء عليه عبّر عنه «بذى النون». وعند ما أريد بعدم التشبيه به عبّر عنه بـ (صاحب الحوت).
ولتقرأ قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء : ٨٧ ، ٨٨].
وقوله تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) [القلم : ٤٨ ، ٤٩].