فى قول النابغة :
قالت بنو عامر خالوا بنى أسد |
|
يا بؤس للجهل ضرّارّا لأقوام (١) |
نصب (ضرار) على أنه حال من (بؤس) ، فيكون العامل فيها العامل فى المنادى ، وقد تجعلها حالا ـ من الجهل ، فيكون العامل فيها (بؤس)
اجتماع حرفى التعريف والنداء
لا يجتمع حرفا النداء والتعريف ، أى : لا يدخل حرف النداء على المعرف بالألف واللام ، ويستثنى من ذلك مناديان : لفظ الجلالة (الله) ، والجملة المسمى بها.
الموضع الأول : المنادى لفظ الجلالة (الله) تعالى :
فيقال : يا ألله ارحمنا وانصرنا. حيث لفظ الجلالة (الله) منادى مبنى على الضمّ فى محلّ نصب ، وتنطق همزته بالقطع أو بالوصل.
واختلف النحاة فى تعليل دخول حرف النداء على لفظ الجلالة وفيه الألف واللام على النحو الآتى :
ـ منهم من يرى أن ذلك ضرورة ؛ لأنه لا يمكن التوصل إلى نداء لفظ الجلالة بـ (أى) ؛ لأن أيا مبهمة ، ولا بدّ من وصفها بأسماء الأجناس ، فتقول ، يا أيها المواطن ، يا أيها المؤمنون ، يا أيتها الفتاة ... إلخ ، والله ـ تعالى ـ واحد ليس بجنس ، كما أن لفظه ـ جلّ وعلا ـ ليس بمبهم ، فلا يصح أن ينادى بـ (أى) ولا باسم الإشارة.
ـ وقيل : ذلك لكثرة الاستعمال على الألسن ، فأجازوا فى لفظ الجلالة ما لم يجز فى غيره من الألفاظ.
ـ وقيل : ذلك لأن الألف واللام فى لفظ الجلالة ليستا للتعريف ؛ لأنه لم يكن نكرة ، ولا يجوز أن يكون نكرة ، ويستدل على ذلك بدخول حرف النداء على
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ٢٧٨ / ابن يعيش ٣ ـ ٦٨ / الخزانة ٢ ـ ١٣٠ / ديوان النابغة ٧١.