فوردت (عل) مجرورة بمن ، وعلامة جرّها الكسرة ؛ لأن الشاعر لا يريد علوا خاصا ، وإنما يريد أىّ علوّ غير محدود ، فنكّرها.
٢ ـ الغايات والإضافة إلى الجملة :
الملازم للإضافة إلى الأسماء من الغايات سواء أكانت أسماء زمان مبهمة غير محدودة ، أم كانت غيرها ، إذا أضيفت إلى الجملة فإنها يجب أن تكفّ بـ (ما).
ومنه قول المرار الأسدى :
أعلاقة أمّ الوليد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثغام المخلس (١) |
حيث أضيفت (بعد) إلى الجملة الاسمية (أفنان رأسك كالثغام) ففصل بينهما بـ (ما) الكافة.
ومنه قولك : أول ما رأيته أقبلت عليه. كفّت (ما) الاسم المبهم (أول) حيث إضافته إلى الجملة الفعلية (رأيته).
ثانيا ـ ٣ : تراكيب خاصة (لدن ومذ ، وبينا وأفعل التفضيل):
ثانيا : ٣ ـ أ : (لدن):
من الأسماء الملازمة الإضافة إلى الاسم (لدن) ، لكنه يدرس فى قسم خاصّ لأن له من التراكيب ما لا يوجد مع غيره ، حيث إنه قد يضاف إلى المظهر وإلى المضمر ، كما قد يضاف إلى المصدر المؤول من (أن) والفعل ، وإنه ليقع فى تركيب ينفرد به ، وهو أن يذكر فيه بعد (لدن) (غدوة) بخاصة. وذلك على التفصيل الآتى : و (لدن) قد يكون بمعنى (عند) ، فيكون ظرفا دالا على مكان الحضور وزمانه ، والظرف (لدن) لابتداء الغاية ؛ لأنه لا يطلق إلا على أمكنة أو أزمنة أو غيرهما من الذوات هى مبدأ فعل ، فليس الظرف (لدن) بمعنى (عند) مطلقا ، فإذا جاز القول :
__________________
(١) أمالى الشجرى ٢ ـ ٢٤٢ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٢١ / الخزانة ٤ ـ ٤٥٣ / شرح أبيات المغنى للبغدادى ٥ ـ ٢٦٩.