وتقول : ما جاءنا منذ أسبوعين ، فيكون (أسبوعين) مجرورا بالياء لأنه مضاف إليه (١).
قد يقع مكان المفرد بعد (مذ ومنذ) مصدر مؤول أو صريح ، فتقول : ما خرجت منذ خروجك ، أو مذ أن خرجت ، فيعرب إعراب الاسم المفرد. فى حال ذكره مرفوعا ، وفى حال ذكره مجرورا.
و (مذ ومنذ) لا يجرّان إلا الزمان (٢) ، ولا يخبر عنهما إلا به ، وتكونان مع الزمن الماضى بمعنى (من) ، فتقول : ما زارنا منذ يوم الجمعة ، ومع الزمن الحاضر بمعنى (فى) ، فتقول : ما زارنا مذ يومنا ، فإذا احتسبتهما مبتدأ كان ما بعدهما خبرا لهما ، إما فى معنى جواب (كم) مفيدتين أول الوقت إلى آخره ، نحو : ما زارنا مذ يومان ، وإما فى معنى جواب (متى) مفيدتين أول الوقت ، كأن تقول : ما زارنا مذ يوم الخميس.
بينا وبينما :
ظرفان يدلان على الزمان أو المكان ، حسبما يضاف إليهما ، وقيل : إن (بينما) تخلص للزمان ، ويلزمان الإضافة إلى جملة اسمية أو فعلية ، ومنهم من يقدر إضافتهما إلى زمن محذوف مضاف إليهما. فتقول : بينما أنا ذاهب قابلنى محمد ، حيث الجملة الاسمية (أنا ذاهب) فى محل جرّ بالإضافة.
وتقول : بينا وقف يجيب عن السؤال إذا صوته قد تحشرج ، الجملة الفعلية (وقف) فى محل جرّ بالإضافة.
ثانيا : ٣ ـ بـ ـ أفعل التفضيل :
يذهب أكثر النحاة إلى أن إضافة اسم التفضيل إضافة محضة ؛ لأنه لا يعمل فى المفعول به ، ودليل ذلك نعته بالمعرفة ، ومن النحاة ـ وعلى رأسهم ابن السراج
__________________
(١) قد تحتسب (منذ) حرف جر ، و (أسبوعين) مجرورا بحرف الجر (منذ).
(٢) ينظر : المقدمة الجزولية فى النحو ١٣٤.