ثانيها : أن يكون المفضل مساويا للمفضل عليه فى المعنى والقدر ، كأن يكون فى أسلوب التفضيل مقارنة بين اثنين فى صفة ما فتفضل بين الاسمين بـ (من) الجارة ، فتقول : علىّ أكرم من محمود ، وتلمس أن المقارنة بين علىّ ومحمود فى صفة الكرم ، وليس علىّ جزءا من المفضل عليه ، كما هو فى القسم السابق.
وتقول : إنه أكثر مكرا من الحمار ... إلخ. فلا يكون إضافة.
ثالثها : أن يكون المفضل مذكورا لبيان صفة تفضيله فقط ، دون ذكر المفضل عليه ، فلا يكون إضافة ، نحو : علىّ أكثر شهامة ، وأعلى قدرا ..
وتلحظ أن اسم التفضيل فى التراكيب الثلاثة الأولى من القسم الأول يلزم فيهما إضافة اسم التفضيل لفظا ومعنى ، حيث إن اسم التفصيل إذا أضيف إلى شىء كان جزءا مما أضيف إليه (١) ، وهو فى التركيب الرابع مقدر فيه الإضافة معنى لا لفظا.
وفى القسمين الآخرين لا يكون فيهما إضافة ؛ لذا جعلنا الثلاثة الأولى من التراكيب مما يلزم فيه الإضافة المعنوية إلى المظهر أو المضمر حيث وجوبها ، وآثرنا ذكره جملة فى هذا القسم الخاص.
ثالثا : ما يجوز إضافته :
يلاحظ أن الأسماء التى لا يمتنع إضافتها ، ولا يلزمها الإضافة ، تنقسم إلى قسمين ، فمنها ما يغلب عليه الإضافة ، ومنها ما يضاف إذا احتيج إلى إضافته.
ثالثا ـ أ : ما لازم الإضافة غالبا :
تلحظ أن بعض الأسماء يمكن أن تصير معرفة بدون إضافة ، ولكنها لا تكتسب معنى التحديد والتخصيص إلا بنسبتها إلى غيرها ، أى : أنها فى حاجة إلى التقييد دائما ، وذلك بنسبتها ، ولو كانت هذه النسبة ذهنية أو معنوية بين المتحدث والمتلقى ، ومن أمثلة هذه الأسماء : عبد ، وابن ، وأبو ، وأخو ، وحمو ، واسم ، وكلمة ، وجملة ، وأثر ... إلخ. وكذلك : ساعة ، يوم ، وسنة ... إلخ ، شرط أن تكون ظرفا.
__________________
(١) التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٩٢.