أراد : أخوا من لا أخاله فى الحرب ، ففصل بين الخبر المثنى المضاف (أخوا) وما أضيف إليه الاسم الموصول (من) بشبه الجملة (فى الحرب) ، ولذلك فإن نون المثنى قد حذفت لأجل الإضافة.
ومنه قول ذى الرمة :
كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا |
|
أواخر الميس أصوات الفراريج (١) |
أراد : أصوات أواخر. ففصل بن المتضايفين بشبه الجملة (من إيغالهن).
ى ـ قد يكون الفصل بالنعت : كما جاء فى قول الفرزدق :
ولئن حلفت على يديك لأحلفن |
|
بيمين أصدق من يمينك مقسم (٢) |
أراد : بيمين مقسم أصدق من يمينك ، ففصل بين المتضايفين بأصدق ، وهو نعت للمضاف مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف.
قضية الحذف فى الإضافة
كما ذكرنا للإضافة ركنان ، أحدهما مقصود فى الكلام ، وهو الأول المضاف ، والثانى يؤتى به لتبيين الأول وتوضيحه ؛ لذا فإن كلا منهما له اتجاهه الدلالىّ فى الجملة التى لا يغنى عنه شىء غيره ؛ لذا فإنه لا يجب أن يحذف أىّ منهما.
لكنه ذكر تقدير حذف أحدهما طبقا لما يقتضيه السياق الجملى العام ، وهذه أحوال جواز لا وجوب ، ويجب أن يكون فى الجملة ما يدلّ على المحذوف.
أولا : حذف المضاف :
يجوز أن يحذف المضاف لدليل السياق والكلم فى الجملة ، وحينئذ يخلفه المضاف إليه على حالين : إما أن يتخذ الموقع الإعرابىّ للمضاف المحذوف ، وإما أن يبقى على حاله من الجرّ ، والأول أكثر شيوعا.
__________________
(١) ديوانه ٢ ـ ٦٩٦ / الكتاب ١ ـ ١٧٩ / المقتضب ٤ ـ ٣٧٦ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ١٠٨.
(٢) ديوانه ٢ ـ ٢٢٦ / الدر المصون ٣ ـ ١٩٢.