أصلية (هل) فى الاستفهام :
أوضع الحرف (هل) أصلا للاستفهام؟ ، أم أن له معنى آخر ليس منه الاستفهام؟ ، للنحاة فى ذلك أربعة أوجه :
١ ـ ذهب جماعة ـ على رأسهم الزمخشرى ـ أن أصل (هل) أن تكون بمعنى (قد) ، أما الاستفهام بها فإنه بتقدير همزة الاستفهام (أهل) ، ولكن لمّا كثر استعمالها للاستفهام حذفت الهمزة. وقد تجتمع الهمزة مع (هل) كما هو فى قول زيد الخيل :
سائل فوارس يربوع بشدّتنا |
|
أهل رأونا بسفح القفّ ذى الأكم (١) |
فهل فى الاستفهام بخاصة بمعنى (قد) ، وهذا ما ذهب إليه الزمخشرى. أى أن همزة الاستفهام موجودة دائما مع (هل) ، سواء أكانت مذكورة أم مقدرة. ويؤول على هذا المعنى قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) [الإنسان : ١].
أى : أهل أتى ...؟ أى : أقد أتى .. ومثله : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) [الغاشية : ١].
ويروى البيت : (أم هل) ولا شاهد فيه ـ حينئذ ـ.
٢ ـ ذهب جماعة وعلى رأسهم الفراء والكسائى والمبرد أن (هل) بمعنى (قد) دون استفهام مقدر. وعندهم أنها تكون للاستفهام أيضا.
٣ ـ يذهب جماعة وعلى رأسهم ابن مالك أنها تتعين لمعنى قد إن دخلت عليها همزة الاستفهام ، فإن لم تدخل عليها فإنه يجوز أن تكون بمعنى (قد) ، وأن تكون للاستفهام.
__________________
(١) ينظر : ديوانه ١٠٠ / المقتضب ٣ ـ ٢٩١ / الخصائص ٢ ـ ٤٦٣ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٢ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢٤٠ / مغنى اللبيب رقم ٥٧١.
يربوع : أبو حيى من تميم ، شدّة : بفتح الشين جملة ، وبكسرها قوة ، بشدتنا : عن شدتنا ، سفح : أسفل وقاع ، القف : جبل ليس بعال ، الأكم : جمع أكمة وهى التل. ويروى : أم هل ، ولا شاهد فيه حينئذ.