قد يجر المستغاث له بـ (من) :
المستغاث له يكون مستنصرا له ، وهو يجرّ باللام لذلك. فإذا كان مستنصرا عليه فإنه يجر بـ (من) ، وهى تفيد السببية لذلك.
ومنه قول الشاعر :
يا للرجال ذوى الألباب من نفر |
|
لا يبرح السّفه المردى لهم دينا (١) |
حيث المستغاث له (نفر) جرّ بـ (من) ، لأنه مستنصر عليه ، وتكون شبه الجملة (من نفر) متعلقة بالفعل الذى نابت (يا) منابه ، أو بفعل تقديره : خلّص ، أو :أنصف.
حذف المستغاث له :قد يحذف المستغاث له إن علم سبب الاستغاثة ، ومنه ما جاء فى قول عدى بن زيد :
فهل من خالد إمّا هلكنا |
|
وهل بالموت يا للناس عار |
حيث استغاث من الموت ، وقد سبق أسلوب الاستغاثة ، فأصبح السبب معلوما ، فحذف المستغاث له لذلك.
ويذكرون منه قول الفرزدق :
يا لتميم ألا لله درّكم |
|
لقد رميتم بإحدى المصيبات (٢) |
حذف لام الاستغاثة :
قد تحذف لام الاستغاثة من المستغاث به ويعوض عنها بألف فى نهايته ، فيقال : يا محمودا ، يا عليّا ، وأصلهما : يا لمحمود ، يا لعلى .. ولا يجوز الجمع بين لام الاستغاثة والألف المعوض به عنها. ومنه قول الشاعر :
__________________
(١) شفاء العليل ٢ ـ ٨١٦ / الأشمونى ٣ ـ ١٦٥ / الدرر ١ ـ ١٥٦.
(٢) ديوانه ١ ـ ١٧٠ / شفاء العليل ٢ ـ ٨١٦.