ويبدو أن الصحيح أن المستغاث به لا يرخم.
٨ ـ ألا يكون مستغاثا له ، فالغرض من الاستغاثة لا يتلاءم معه الترخيم ، وما جاء منه مرخما فهو ضرورة ، أو شاذ ، كما ورد فى قول مرة بن الروّاع الأسدى :
كلما نادى مناد منهم |
|
يا لتيم الله قلنا يا لمال (١) |
٩ ـ ألا يكون مبنيا قبل النداء ، فلا يرخم نحو : حذام ، ورقاش وقطام.
لغتا الترخيم :
للعرب فى المنادى المرخم لغتان :
أولاهما : لغة من ينتظر ، أى : ينوى عودة المحذوف منه ، فلا يجعل ما قبل المحذوف آخر الاسم ، بل ينتظر المحذوف ، وبذلك يترك الباقى على ما هو عليه من حركات أو سكنات ، فتقول : يا أحم (بالفتح قاصدا أحمد) ، ويا قمط (بالسكون مقصودا قمطر) ، عند من أجاز ترخيمه على هذه اللغة. ومنه : يا ثمو (بواو المد) ، ويا جعف (بالفتح) ، ويا حار (بالكسر) ، ويا رغد (بالفتح) ...
وتسمى هذه اللغة بالأعرف ، فهى القياس والفصحى والأكثر استعمالا.
وعلى لغة من ينتظر جاء قول زهير :
يا حار لا أرمين منكم بداهية |
|
لم يلقها سوقة قبلى ولا ملك (٢) |
__________________
(١) الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٧٦.
(كل) منصوبة على الظرفية فيه معنى الشرط تقتضى جملتين. (ما) مبنية بمعنى وقت فى محل جر بالإضافة. (نادى) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح المقدر. (مناد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (منهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت للفاعل. (يا لتيم الله) حرف نداء ، وحرف استغاثة وجر ، ومنادى منصوب مقدرا مضاف ، ومضاف إليه مجرور ، وجملة النداء أو الاستغاثة فى محل نصب ، مفعول به لنادى. (قلنا) جواب الشرط ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. (يا لمال) حرف نداء ، ولام استغاثة مبنيان ، لا محل لهما من الإعراب ، مال : منادى مبنى على الضم المقدر فى محل نصب ، والكسر للترخيم ـ ، وجملة النداء فى محل نصب مقول القول.
(٢) ديوانه ١٨٠ / شرح عيون الإعراب ٢٧٣ / أمالى ابن الشجرى ٢ ـ ٨٠ / معجم شواهد النحو رقم ١٨٥٣.