فى غير التوكيد ، ولنلحظ الجمل : خرجت المرأة عينها ، خرجت عين المرأة ، خرجت سعاد نفسها ، خرجت نفس سعاد ؛ لنتأكد من صحة التركيب الذى أوجبه النحاة الأوائل.
وليس الأمر كذلك مع (كل وجميع) ؛ حيث يفيدان الشمول والإحاطة فى كل تركيب.
القسم الثانى : ما يختص بتوكيد المثنى :
المثنى له طبيعته الخاصة فى اللغة العربية ، ولذلك فإن له ألفاظه الخاصة التى يؤكّد بها ، وهى : (كلا) للمثنى المذكر ، و (كلتا) للمثنى المؤنث ، ويفيد التوكيد بهما الإحاطة والشمول لجزأى المثنى ، وينفيان توهّم الاقتصار على بعض المؤكد بهما.
يرى الكوفيون أن (كلا وكلتا) مثنيان لفظا ومعنى ، ويجعلون لهما مفردا ، أما الكوفيون فإنهم يرون أنهما مفردان لفظا مثنيان معنى ، ويمثلونهما بكلمة (زوج) (١).
ولنا فى هذه القضية رأى في كتاب (كلا وكلتا بين التراث النحوىّ والواقع اللغوىّ) أوجزه فى أنهما يدلان على المفرد لفظا ومعنى ، لكن المفرد الذى يؤكدانه يجب أن يكون له قرين ، فإذا ذكرا بعد المثنى وأضيفا إلى ضميره كانا تكريرا له فى التعبير عن التثنية ، نحو : المواطنان كلاهما مخلصان ، والمواطنتان كلتاهما مثقفتان ، وهما ـ حينئذ ـ يلحقان بالمثنى ، ويعربان إعرابه. وإن أضيف إليهما المثنى الاسم الظاهر كانا تعبيرا عن كلّ واحد من جزأيه ، فيفردان ، فتقول : كلا الرجلين أمين ، وكلتا المرأتين وفية.
ويذهب النحاة إلى جواز معاملتهما معاملة المثنى ـ حينئذ ـ باحتساب المعنى ، فيقال : كلا الرجلين أمينان ، وكلتا المرأتين وفيتان ، لكن كثيرا منهم يفضل احتساب اللفظ فى مثل هذا التركيب ، أى : إذا أضيفا إلى مثنى مظهر ، أو اسم مظهر ،
__________________
(١) ينظر : الإنصاف م ٦٢ / شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٧٥ / الهمع ١ ـ ٤١.