ويحتسبون المعنى قليلا (١) ، وقد أكدنا وجوب احتساب اللفظ فى مثل هذا التركيب ؛ حيث يجب إفراد الخبر (٢)
يشترط فى التوكيد بـ (كلا وكلتا) ما يأتى (٣) :
١ ـ كون المؤكد بهما مثنى بخاصة ، نحو : جاءنى الرجلان كلاهما ، (كلاهما) توكيد للرجلين مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه ملحق بالمثنى ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة إلى (كلا).
وتقول : أكرمت الفتاتين كلتيّهما. (كلتيهما) توكيد للفتاتين منصوب وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه ملحق بالمثنى ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة إلى (كلتى).
٢ ـ أن يضاف إليهما ضمير المثنى الذى يعود على المؤكد بهما : وأنوه إلى أن ضمير المثنى للنوعين واحد ، وهو : (هما ، كما ، نا) ، نحو : فهما كلاهما وكلتاهما ، وفهمتما كلاكما وكلتاكما ، وفهمنا كلانا ، وكلتانا.
٣ ـ أن يكون المؤكد بهما مقصودا للإخبار من الكلام (٤) بالجملة الاسمية أو الفعلية : فلا يجوز القول : ضربت عبد الزيدين كليهما ؛ لأن المقصود من الإخبار بالجملة هو العبد ، وليس الزيدين فيؤكدان ، ولذا لا يجوز تأكيدهما.
كما لا يجوز لك أن تقول : ضربت أحد الرجلين كليهما ؛ حيث الضرب واقع على (أحد) ، فالجملة تشمل الضرب وتاء الفاعل وأحدا ، فلا يجوز لذلك توكيد الرجلين.
لذلك فإنه يمكن القول : إن التوكيد بهما يجب أن يفيد فى المعنى. والضابط لذلك أنه يصحّ وقوع (أحد) محلّ المؤكد بهما ، فإذا صحّ ذلك جاز تأكيده بهما.
فلا يجوز القول فيما سبق : ضربت عبد أحدهما ، أو ضربت أحد أحدهما.
__________________
(١) ينظر : شرح التسهيل لابن مالك ١ ـ ٦٧ ، ٣ ـ ٢٤٥ / شرح المفصل لابن يعيش ١ ـ ٥٤ / شرح التصريح ٢ ـ ٤٣.
(٢) ينظر / كتاب (كلا وكلتا بين التراث النحوي والواقع اللغوى) للمؤلف.
(٣) المصدر السابق ص ٢٤ وما بعدها.
(٤) ينظر شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٧١ / شرح الكافية الشافية ٣ ـ ١١٧٨.