ومنه أن تقول : المخلصون احترمتهم أنفسهم أعينهم (بنصب نفس وعين) ، والملتزمات احترمتهن أنفسهن أعينهن (بالنصب) ، استمعت إليهما أنفسهما أعينهما (بجر نفس وعين) ؛ لأنهما توكيد لضمير الغائبين المتصل المجرور بإلى.
٢ ـ الضمير المرفوع المتصل :
لا يؤكد الضمير المرفوع المتصل بالنفس والعين إلا إذا فصل بينهما بضميره المنفصل ، ويذكر ذلك ابن مالك في قوله :
وإن تؤكّد الضمير المتصل |
|
بالنفس والعين فبعد المنفصل |
والمقصود بالضمير المتصل في هذا البيت الضمير المتصل المرفوع.
نحو : استمعا أنتما أنفسكما ، (أنفس) توكيد مرفوع للضمير المتصل الفاعل (ألف الاثنين) ، ولذا لزم الفصل بينهما بتوكيد المتصل بضميره المنفصل (أنتما).
ومثله أن تقول : المجتهدون يناقشون هم أعينهم ، لتأكيد واو الجماعة بأعين ذكر ضميره المنفصل (هم) ، فأعين توكيد لواو الجماعة مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
وافعلى الخير أنت نفسك. لتأكيد ياء المخاطبة الفاعل بالنفس ذكر ضميرها المنفصل (أنت) مكسور التاء ، فنفس توكيد لياء المخاطبة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
المؤمنات يعملن هن أنفسهن الصالحات ، لتأكيد نون النسوة بأنفس فصلنا بضميرها المنفصل (هن) ، فأنفس توكيد لنون النسوة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
والضمير المستتر في ذلك بمثابة الضمير المرفوع المتصل ، فعند توكيده بالنفس والعين يلزم توكيده أولا بضميره المنفصل. فتقول : انتبه أنت نفسك عينك. ففاعل (انتبه) ضمير مستتر تقديره (أنت) ، أما الضمير البارز أنت فهو الفاصل بين لفظى التوكيد (نفس وعين) ، والضمير المستتر أو المؤكد له للتهيئة للتوكيد بالنفس والعين ، ولصلاحية هذا التوكيد ، وتكون لذلك (نفس وعين) وتوكيدا للفاعل الضمير المستتر مرفوعا ، وعلامة الرفع الضمة.