وكانت هذه الشروط فى الضمير المتصل المرفوع بخاصة ؛ لأن النفس والعين يستخدمان لغير التوكيد ، كما تدخل عليهما العوامل اللفظية فلو لم يؤكّد الضمير المتصل المرفوع بهما بضمير منفصل فاصل بينهما لالتبس فى بعض التراكيب بكونهما مقصودين فى أنفسهما ، أم مؤكّدين لغيرهما. ذلك نحو : طابت نفسه.
حيث (نفس) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وتقول : طابت نفسها ، وطابت هى نفسها. فتكون (نفس) الأولى فاعلا مرفوعا ، وعلامة رفعه الضمة ، والثانية تكون توكيدا للضمير المستتر الفاعل الذى أكّد بالضمير المنفصل (هى).
وتقول المرأة خرجت عينها ، والمرأة خرجت هى عينها. (عين) الأولى فاعل ، والثانية توكيد مرفوع.
واختص ذلك بالضمير المتصل المرفوع لشدة اتصاله بعامله ، وتنزّله منه منزلة الجزء.
ثانيا : توكيد المرفوع المتصل بكل وأجمع :
إذا أكد الضمير المرفوع المتصل بـ (كل) و (أجمع) فإنه لا يلزم وجوب الفصل بالضمير المنفصل ، حيث (أجمع) لا تستعمل أبدا إلا مؤكّدة ، وحمل عليها (كل) ؛ لأنها بمعناها ، ولأن ولايتها للعوامل قليل ، فتقول : جاؤوا كلّهم ، وحضروا جميعهم. حيث (كل ، وجميع) توكيد للفاعل الضمير المرفوع واو الجماعة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، ولم يفصل بينهما بالضمير المنفصل.
ثالثا : إعراب ضمير النصب المنفصل بعد المتصل :
إذا ذكر الضمير المنفصل المنصوب بعد الضمير المتصل ، فإنه يكون توكيدا له ـ على الأرجح ـ على رأى الكوفيين ، ومنهم من جعله بدلا منه ، وهم البصريون ، ذلك نحو : أكرمك إياك ، حيث (إياك) ضمير نصب منفصل جاء بعد ضمير النصب المتصل (كاف المخاطب) فيكون توكيدا له ؛ لأنه بمثابة التكرير اللفظىّ له. ومنهم من يعربه في محلّ نصب على البدلية.
ومنه أن تقول فى ضمير الجر المتصل : أعجبت بكما إياكما ، وهذا لكم إياكم ، وسلمتهم مكافآتهم إياهم.