الأول : بدل كل من كل :
وهو البدل المطابق ، أو بدل الشىء من الشىء ؛ ذلك لأنه بدل الشىء مما طابق معناه ، فالثانى منه عين الأول وطبقه ، فهما لمعنى واحد ، يتطابقان عليه ، ويتساويان معه ، والبدل والمبدل منه فى هذا النوع يتطابقان فى التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، ما لم يقصد به التفصيل حال التثنية والجمع أو اسم الجمع ، حيث يفرق البدل ، ويعطف بعضه على بعض ـ حينئذ (١).
ومن هذا النوع من البدل المطابق : احترمت أباك محمودا ، حيث (أباك) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وضمير المخاطب مبنى فى محلّ جرّ بالإضافة إليه (أب) ، و (محمودا) بدل من المفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
ومنه : خطبت أختك فاطمة. وأعجبت بابنك علىّ. حيث (فاطمة) بدل من (أخت) منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، و (على) بدل من (ابن) مجرور ، وعلامة جرّه الكسرة. ومن ذلك كلّ درجات القرابة.
ومنه الأمثلة الآتية : الخليفة عمر حاكم عادل. الشاعر حافظ شاعر النيل.
المنصورىّ أحمد رجل ذكىّ ، هذا الطالب مجتهد ، ذو العلم محمود شغوف به.
ومنه قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة : ٦ ، ٧](٢).
__________________
(١) ينظر : التسهيل ١٧٢ / الهمع ٢ ـ ١٢٥.
(٢) (اهدنا) فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، مفعول به أول. (الصراط) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(المستقيم) نعت للصراط منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (صراط) بدل من الصراط منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، (الذين) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة. (أنعمت) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطب مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (عليهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالإنعام.