(مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) [إبراهيم : ١٦]. (صديد) يجوز أن يكون بدلا من ماء (١).
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً) [الأنعام : ٧٤].
(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) [الحج : ٧٨] ، (إبراهيم) بدل من (أبيكم) مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف ، تلحظ أن (ملة) مفعول به لفعل محذوف تقديره : اتبعوا أو الزموا.
الثانى : بدل بعض من كل :
أو : بدل جزء من كلّ ، يكون فيه البدل جزءا من أجزاء المبدل منه ، سواء أكان نصفه ، أم أقلّ منه ، أم أكثر منه. ولذلك ، وحتى يرتبط هذا الجزء بكلّه ؛ فلا بدّ من إضافته إلى ضمير يعود على المبدل منه ، ويطابقه فى النوع والعدد ، ومنه : أعجبنى زيد وجهه ، وأكلت الرغيف ثلثه ، ومنه قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧]. حيث الاسم الموصول المبهم (من) مبنى فى محلّ جرّ بدل من (الناس) ، ولما كان جزءا من الناس أو بعضهم ؛ لأن المستطيعين إلى الحجّ ليسوا كلّ الناس ؛ كان بدل جزء من كلّ (٢) ، أما الضمير العائد على المبدل منه فإنه محذوف تقديره : (منهم).
__________________
د ـ أن يكون (أخى) مبتدأ ، خبره الجملة (اشدد به ...) ينظر : الدر المصون ٥ ـ ١٧ ، ١٨.
(١) فى صديد وجهان إعرابيان :
أولهما : أنه نعت لماء ، على حذف أداة التشبيه ، أو أنهما متشابهان.
والآخر : أن يكون عطف بيان لماء.
(٢) قد يعرب (من) على أوجه أخرى :
ـ أن تكون شرطية مبنية فى محل رفع مبتدإ ، وجواب الشرط محذوف ، تقديره : فعليه ذلك.
ـ أن تكون فى محل رفع فاعل للمصدر (حج).
ـ أن تكون فى محل رفع خبر لمبتدإ محذوف ، والتقدير هو : من استطاع.
ـ أن تكون فى محل نصب مفعول به لفعل محذوف ، والتقدير : أعنى من استطاع.
ينظر : شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٢٨٥ / البحر المحيط ٢ ـ ١١ / الدر المصون ٢ ـ ١١٧.