كيفما جئت ـ إن راجلا وإن راكبا ـ فلتسرع. (راجلا) بدل من اسم الشرط المبنى المنصوب على الحالية (كيفما) ، وهو منصوب.
وتلحظ أن البدل التفصيلى فى التركيب الشرطىّ من اسم الشرط كأنه تفصيل متعدد لاسم الشرط المبهم ، ولذلك فإن أداة الشرط للعاقل يذكر بعدها عاقل ، وما هى لغير العاقل يذكر بعدها غير عاقل ، وما هى للزمان أو المكان يذكر بعدها زمان أو مكان .. وهكذا ، وما دمنا قد ذكرنا غير المبهم ؛ وأردنا الإبدال من الشرط الأول فإننا نستخدم حرف الشرط ؛ (إن) الذى يعطى معنى التعليق فقط دون إرادة معنى آخر ؛ كالعقل وعدمه ، أو الظرف أو غيره.
ولنعد إلى الفكرة المطردة التى تجعل البدل والمبدل منه جملتين ، فإننا نجد أن أداة الشرط (إن) هى الملائمة ، كما أن البدل غير المبهم يأخذ الحكم الإعرابى لاسم الشرط المبهم ، وكأننا قدّرنا فعل الشرط فإذا قلت : أىّ صديق تلازم اليوم ـ إن محمدا وإن محمودا ـ ألازمه ، فالتقدير : إن تلازم اليوم محمدا وإن تلازم محمودا ألازمه.
ثانيا : الإبدال فى الأفعال
يجوز أن يبدل الفعل من الفعل إذا تضمّن الثانى الأول ، وأفاد زيادة بيان فى المعنى ، من ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [الفرقان ٦٨ ، ٦٩] ، حيث الفعل (يضاعف) بدل اشتمال من فعل جواب الشرط (يلق) ، وكلّ منهما مجزوم (١).
__________________
(١) قرأ ابن عامر وأبو بكر (يضاعف) بالرفع ، وحينئذ تكون جملته فى محلّ نصب ، حال ، أو تكون استئنافا.
(من) اسم شرط جازم مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ خبره جملتا الشرط والجواب. (يفعل) فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. (ذلك) اسم إشارة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (يلق) فعل جملة جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (أثاما) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يضاعف) بالسكون بدل اشتمال من يلق مجزوم ، وعلامة جزمه السكون. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بيضاعف. (العذاب) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (يوم) ظرف زمان