٢ ـ قد يكون البدل فى المشتقّ والجامد ، أما عطف البيان فإنه لا يكون إلا فى الجامد ـ عند أكثر النحاة.
٣ ـ لا يكون عطف البيان مضمرا ولا تابعا للمضمر ؛ لأنه فى الجوامد نظير النعت فى المشتقات ، والضمير لا ينعت ولا ينعت به ، أما البدل فإنه يكون تابعا للمضمر باتفاق ، حيث يبدل المظهر من المضمر ، والمضمر من المضمر ، والمضمر من المظهر على خلاف كما اتضح فى البدل.
من ذلك قوله تعالى : (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) [مريم : ٨٠] ، حيث يجعلون (ما) بدلا من ضمير الغائب بدل اشتمال ، ويرى بعضهم تقدير محذوف مضاف ، والتقدير : نرثه معنى ما يقول (١).
ومنه قوله تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) [الكهف : ٦٢] حيث المصدر المؤول (أن أذكره) بدل من ضمير الغائب فى (أنسانيه) ، والتقدير : ما أنسانى ذكره ، وهو بدل اشتمال.
٤ ـ لا يكون عطف البيان إلا فى الأسماء دون الضمائر ـ كما ذكرنا ـ فلا يكون فى الجمل ولا فى الأفعال ، لا تابعا ولا متبوعا ، لكن ذلك جائز فى البدل ، كما هو مدروس فى البدل ، وكما هو فى قوله تعالى : (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) [فصلت : ٤٣] حيث يجعل بعضهم (إن ربك لذو مغفرة) بدلا من (ما) ، وهى مع ما بعدها فى تأويل مصدر نائب فاعل (٢).
__________________
(١) فى (ما) وجه إعرابىّ آخر ، وهو أن تكون مفعولا به ، وضمير الغائب منصوب على نزع الخافض ، والتقدير : ونرث منه. ينظر : الدر المصون ٤ ـ ٥٢٥.
(٢) (إن ربك لذو مغفرة) مفسر للمقول ، والتقدير : قيل للرسل : إن ربك .. وقيل : هى جملة استئنافية.
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له. (يقال) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (لك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالقول. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب ، والاستثناء هنا مفرغ ، فيكون إعراب ما بعد (إلا) حسب موقعه فى الجملة. (ما) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نائب فاعل. (قد) حرف تحقيق مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (قيل) فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، والجملة صلة