ملحوظة : يذكر بعض النحاة جوانب أخرى خلافية بين البدل وعطف البيان ، منها (١) : أن بعض أقسام البدل ـ وهو بدل البداء ـ يتعدد ، كما لحظنا فى البدل ، هذا إلى جانب تنويع البدل ، أما عطف البيان فإنه لا يتعدد.
قد يحذف المبدل منه ؛ لكنه لم يذكر حذف المعطوف عليه فى عطف البيان ، وجعلوا منه قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) [النحل : ١١٦] ، حيث قدروا أن الكذب بدل من الضمير المحذوف فى (تصف) ، والتقدير : تصفه.
ثانيا : جوانب الخلاف الخاصة بين عطف البيان والبدل :
هذه الخلافات تخص العلاقة بين عطف البيان والبدل المطابق ، إذ أن كلّ بدل مطابق يصحّ أن يكون عطف بيان بالنظر إلى المقصود بإسناد الحكم إليه ، فإن كان الأول فهو عطف بيان ، وإن كان الثانى فهو بدل مطابق ، لكنه لا يكون كلّ عطف بيان بدلا مطابقا ، لأن هناك مواضع يفرضها التركيب ـ صناعة لفظية ، وأخرى معنوية ـ يجب أن يحتسب فيها التابع عطف بيان دون البدلية ، كما أن هناك موضعا ـ يفرضه التركيب ـ يتعيّن فيه البدلية بدلا مطابقا دون عطف البيان ، وهذه مواضع خلافية خاصة بعطف البيان والبدل المطابق.
١ ـ المواضع التى يتعيّن فيها عطف البيان :
المواضع التى لا يصحّ أن يكون فيها عطف البيان بدلا (٢) يضبطها فكرة أن البدل فى نية تكرير العامل ، أى أنّ البدل والمبدل منه جملتان ، فإذا وجد ما يخرج عن الصنعة اللفظية أو القواعد الضابطة بالجمل ذات التراكيب الخاصة انتفى وجود جملتين ، وهذه الفكرة النحوية تتشعب إلى فكرتين ضابطتين لقواعد الجملة ، وهما : عدم الاستغناء عن الثانى وضرورته للجملة الأولى ، وعدم إحلال الثانى محلّ الأول ، فينتفى لذلك تقدير جملتين ، فيكون الثانى عطف بيان بالضرورة لا
__________________
(١) الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ٨٨ / حاشية الشيخ يس العليمى على شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.
(٢) ينظر : ارتشاف الضرب ٢ ـ ٦٠٦ / الصبان على الأشمونى على الألفية ٣ ـ ٨٦ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.