بدلا ؛ لأن عطف البيان ليس على نية تكرير العامل ، فيكون مع متبوعه جملة واحدة. ذلك على التفسير الآتى :
أولا : عدم استغناء الجملة الأولى عن التابع :
إذا احتاجت الجملة التى تضم المتبوع إلى التابع ولم تستغن عنه ؛ كان التابع عطف بيان ؛ لأن البدل فى نية تكرير العامل ، أى : أن البدل والمبدل منه فى حكم جملتين ، وينتفى بعدم الاستغناء تقدير جملتين ، فتنتفى البدلية لذلك ، وتتضح هذه الفكرة فى الجمل المتعلقة : كجملة الخبر أو النعت أو الصلة أو الحال ... وهى التى تحتاج إلى ضمير رابط عائد يربطها بصاحبها ، وإلا صارت أجنبية عنه.
فإذا قلت : هند قام زيد أخوها. حيث (هند) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (قام زيد) تحتاج جملة الخبر إلى رابط ضمير عائد إلى المبتدإ ، هذا الرابط موجود فى الكلمة (أخوها) ، وهو ضمير الغائبة (ها) ، لذا وجب احتساب هذه الكلمة فى جملة الخبر ، فتكون عطف بيان لزيد مرفوعا ، وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة ، ولو أننا احتسبناه بدلا لأصبح كأنه جملة غير جملة الخبر ، فتخلو جملة الخبر من الضمير العائد ، وهذا ممتنع ، لذا وجب احتسابه عطف بيان بالضرورة ؛ ليكون من جملة الخبر ؛ لأنه يحمل الضمير العائد الذى يربطها بالمبتدإ.
ومثل ذلك فى جملة الصلة أن تقول : هذا محمد الذى قابلنا عليا أباه ، حيث جملة الصلة (قابلنا عليا) لا تتضمن ضميرا يعود على الاسم الموصول ويطابقه ، وهذا الضمير العائد يوجد فى التابع (أباه) ؛ لذا وجب احتسابه ضمن جملة الصلة ، فيكون عطف بيان بالضرورة ، لأن عطف البيان ضمن جملة متبوعه ، ولا يكون بدلا ؛ لأن البدل فى نية جملة أخرى غير جملة المتبوع.
وإذا قلت : أعجبنا بصديق مقدم البرنامج محمود أخوه. فالجملة الاسمية (مقدم البرنامج محمود) فى محل جر نعت لصديق ، لكنها تفتقر إلى الضمير العائد على منعوتها حتى لا تكون أجنبية عنه ، وهو موجود فى التابع (أخوه) ، لذا وجب أن يكون التابع ضمنها ، فيكون عطف بيان بالضرورة.