حيث يتعين كون (بشر) عطف بيان للبكرىّ ، ولا يجوز أن يكون بدلا ، لأن البدل فى نية إحلاله محلّ الأول ، ولا يصحّ القول : أنا ابن التارك بشر ، لأن ما يضاف إلى التارك فى مثل هذا التركيب يجب أن يكون معرفا بالأداة ، فلا يصح إحلال التابع محلّ المتبوع.
ب ـ التابع المعرف بالأداة للمنادى :
لا تجتمع أداة النداء وأداة التعريف ، فلا يجوز أن يكون المنادى معرفا بالأداة ، فإذا قلت : يا زيد الحارث ، كان (زيد) منادى مبنبا على الضمّ ، و (الحارث) تابع له على أنه عطف بيان ، ولا يجوز جعله بدلا ، لأن البدل فى نية تكرير العامل ، فلو نادينا (الحارث) بالأداة لما صحّ ؛ لأن أداة النداء وأداة التعريف لا يجتمعان.
ج ـ إذا كان تابع المنادى علما منصوبا :
إذا افتقد تابع المنادى أحكام النداء ـ كأن يكون علما منصوبا وهو على سبيل تفصيل للمنادى ، حينئذ لا يجوز تكرير أداة النداء ـ يكون التابع عطف بيان بالضرورة. كأن تقول : يا أصدقاءنا عبد الله ومحمود وعليا ، حيث كان (على) منصوبا ، وهو علم مفرد ، فلا يجوز تكرير العامل حينئذ ، لأنه على نية تكرير العامل ، يجب أن يبنى على الضمّ إذا عددته منادى.
ومنه قول طالب بن أبى طالب :
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
|
أعيذ كما بالله أن تحدثا حربا (١) |
__________________
للتارك. (جاز اجتماع أداة التعريف والإضافة هنا). (بشر) عطف بيان للبكرى مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (عليه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم ، (الطير) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مفعول به ثان للتارك ، إن قدرناه بمعنى الصير ، وإلا فهى فى محل نصب ، حال من البكرى. (ترقبه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هى ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (وقوعا) مصدر واقع موقع الحال من الضمير الفاعل ، والتقدير : واقعة عليه ، أو مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. يجوز أن نجعل شبه الجملة (عليه) متعلقة بالوقوع. وتكون الجملة الاسمية (الطير ترقبه) فى محل نصب ، حال من البكرى. والتقدير : الطير ترقبه وقوعا عليه.
(١) شرح ابن الناظم ٥١٧ / الأشمونى ٣ ـ ٨٧ / الجامع الصغير ١٩٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٣٢ / الهمع ٢ ـ ١٢١.