ولا يصح احتسابهما بدلا ، لأن البدل فى نية تكرير العامل ، ولا يصح إحلالهما محلّ المتبوع ، حيث لا يصحّ القول : كلا زيد وعمرو جاء.
ومثل ذلك : ذهبت كلتا أختيك هند ودعد ، حيث تكون (هند) عطف بيان لأختيك مجرور ، وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة لاحتسابه ممنوعا من الصرف ، ويجوز جره بالكسرة الظاهرة ؛ لأنه علم مؤنث على ثلاثة أحرف ساكنة الوسط فيجوز منعه وصرفه ، وعطف عليه بدعد ، وهو عطف لازم.
و ـ التابع غير المعرف بالأداة المتبوع لمعرف بالأداة تابع لاسم الإشارة (١) :
تابع اسم الإشارة يجب أن يكون معرفا بالأداة ، فلو ذكر تابع لتابع اسم الإشارة وهو غير معرف بالأداة لوجب جعله عطف بيان ، ولا يصح أن يكون بدلا. نحو قولك : جاء هذا الرجل عمرو ، (الرجل) بدل أو عطف بيان لاسم الإشارة (هذا) ، وهو معرف بالأداة ، ويجب أن يكون كذلك حتى يحتسب تابعا لاسم الإشارة ، فلما أتبع بعمرو وهو خال من أداة التعريف وجب احتساب (عمرو) عطف بيان ؛ لأن عطف البيان ليس فى نية الإحلال محلّ متبوعه ، ولا يجب احتسابه بدلا ، لأنه لا يصح إحلاله محلّ متبوعه ، إذ لا يصح القول : جاء هذا عمرو.
ز ـ اسم الإشارة التابع للمنادى (٢) :
لا يقع الاسم المبهم منادى عند جمهور النحاة ، واسم الإشارة مبهم ، فلا يكون منادى ، فإذا ذكر تابعا لمنادى وجب جعله عطف بيان ، ولا يصحّ بدلا ، لأنه لا يصحّ إحلاله محلّ متبوعه ، إذ يمتنع ـ عند هؤلاء القوم من النحاة ـ نداء اسم الإشارة.
كأن تقول : يا زيد هذا ، فهذا اسم إشارة مبنى فى محلّ نصب ؛ لأنه عطف بيان للمنادى (زيد) ، وهو مبنىّ على الضمّ فى محل نصب. ولا يكون بدلا ؛ لأنه يمتنع القول : (يا هذا). عند قوم من النحاة.
ح ـ التابع المنصوب غير المعرف بالأداة لصفة (أى) فى النداء (٣) :
(أى) فى النداء يجب أن توصف بما فيه (أل) مرفوعا بعد ذكر حرف الوصل بينهما (ها) ، فتقول : يا أيها الرجل ، يا أيها المواطنون ، يا أيها الذين. فإذا أتبعنا
__________________
(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٣٣.
(٢) الموضع السابق.
(٣) الموضع السابق.