شروط صحة العطف :
لصحة العطف يشترط صلاحية مباشرة المعطوف للعامل ، ويستوجب هذا مراعاة جانبين :
أولهما : الجانب المعنوى ، وهو صحة العلاقة المعنوية بين العاطف والمعطوف ، ويكون ذلك من خلال وضع المعطوف موضع المعطوف فيصحّ المعنى ، أو من خلال وضع العامل قبل المعطوف ، مثال ذلك : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [آل عمران : ٩٠]. حيث (اختلاف) مجرور بالكسرة معطوف على (خلق) ، ولو وضعنا (اختلاف) بعد (فى) ، أو (فى) قبلها لصحّ المعنى ، فى حين لو وضع (اختلاف) موضع (السموات) أو (الأرض) وكلّ منها مجرور لما صحّ المعنى.
وتقول : أكرمت محمدا الأول وعليا ، فتضع (عليا) موضع (الأول) فلا يصح معنويا ، ولكنك إذا وضعتها موضع (محمدا) فإن المعنى يصح فيكون (عليا) معطوفا على (محمدا) منصوبا ، وعلامة نصبه الفتحة.
وتقول : فتحت باب الحجرة والنافذة ، فتجد أن (النافذة) معطوف على (باب) منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ولا يعطف على (الحجرة) ، ولأنه لا يصح أن يوضع موضعها.
والآخر : الجانب اللفظى ، حيث يكون المعطوف فى الموقع الإعرابى للمعطوف عليه ، فهو مشترك معه فى الحكم ، ويكون ذلك بوضع المعطوف موضع المعطوف عليه فتصح الأحكام التركيبية ، مع مراعاة التغيرات اللفظية فى التركيب والتى يتطلبها تجاور الكلمات من الإظهار والاستتار ، والانفصال والاتصال ، والتعريف والتنكير ، وإظهار علامة التأنيث .. إلخ.
فتقول : جاء محمد وعلى ، حيث يصح : جاء علىّ.
وتقول : قرأت كتاب النحو والرسالة ، فيصح قرأت الرسالة.