حيث عطف (سابق) المجرور على خبر (ليس) المنصوب بتوهّم (الباء) ؛ لأن الباء الزائدة يكثر دخولها فى خبر (ليس).
ومنه على أحد وجهين القول : هذا ضارب زيد الآن وعمرا ، بجر (زيد) بالإضافة إلى (ضارب) ، ونصب عمرو ، ويؤول نصب عمرو على التوهم بنصب (زيد) ، وتكون الإضافة للتخفيف. فيتوهم التنوين بنصب (زيد) (١).
ملحوظة :
الفرق بين العطف على المحل والعطف على التوهم أن العامل فى العطف على المحل موجود دون ظهور أثره ، وأن العامل فى العطف على التوهم مفتقد مع ظهور أثره.
أحرف العطف
حروف العطف هى : الواو ، الفاء ، ثمّ ، أو ، أم ، بل ، لكن ، لا ، حتى ، وإما الثانية ، على خلاف بين النحاة فى الحرفين الأخيرين ، وبعضهم يضيف إليها (أى) ، لكن تركيبها لا يكون عطف نسق على الوجه الأرجح ، وبعضهم يضيف (ليس) لكن قسمها البنيوى لا يجيز ذلك.
وتقسم هذه الأحرف إلى قسمين :
أولهما : ما يقتضى إشراك المعطوف عليه فى اللفظ والمعنى ، أى فى وجوه الإعراب والحكم ، ويتضمن الواو والفاء وثم وحتى مطلقا ، فإذا قلت : حضر القوم ومحمد ، فمحمد ، ثم محمد ، حتى محمد ، فإننا نلمس أن محمدا شارك القوم فى الحكم ، وهو الحضور ، وفى الإعراب ، وهو الرفع.
__________________
وعلامة جره الكسرة .. (شيئا) مفعول به لسابق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إذا) ظرف زمان مبنى فى محل نصب متعلق بسابق. (كان جائيا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. واسمه ضمير محذوف تقديره : هو. جائيا : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وجملة كان مع معموليها فى محل جر بالإضافة.
(١) الوجه الآخر فى تعليل النصب أن يقدر فعل محذوف والتقدير : ويضرب عمرا. ينظر : الكتاب ١ ـ ١٦٩ ، ١٧٤.