أولهما : أنها لا تفيد الترتيب ، بل هى لمجرد الجمع المطلق بين المتعاطفين. وعليه البصريون مطلقا ، وأكثر الكوفيين.
الآخر : أنها للترتيب ، حيث المذكور أولا يسبق الثانى فى الحكم زمنيا وحدثيا ، وعلى ذلك الكسائى والفراء وهشام وثعلب من الكوفيين ، وقطرب من البصريين.
والمختار أن حرف الواو العاطف يكون لمطلق الجمع بين المتعاطفين مع أداء إحدى الدلالات الآتية من حيث الترتيب ؛ طبقا للمعنى المفاد من العلاقات المعنوية بين عناصر الجملة :
ـ المصاحبة بين المتعاطفين وتكون أكثر فى تراكيب الواو ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) [العنكبوت ١٥] ، فأصحاب معطوف على ضمير الغائب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، والنجاة حادثة لنوح وأصحاب السفينة معا من خلال حدث واحد فى زمن واحد.
وتقول : الحقّ بين محمد ومحمود ، فلا يكون ترتيب ، كما تقول : سيّان علىّ وسمير. واختصم أحمد ومحمود ، واشترك سعيد وسمير فى هذا العمل. تضارب زيد وعمرو. وتقاتل خالد وعطية ، حيث الافتعال والتفاعل يقتضيان المشاركة ، ولا يصح وقوعهما من فاعل واحد ، أما (سيان) فإنها تقتضى اثنين ، لأنها مثنى.
وتلمس المصاحبة فى قوله تعالى : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) [النساء : ٥٤](١).
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) [البقرة : ١٢٧].
__________________
(١) (قد) حرف تحقيق مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (آتينا) آتى فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل رفع ، فاعل. (آل إبراهيم) آل : مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وإبراهيم : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (الكتاب) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والحكمة) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الحكمة : معطوف على الكتاب منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.