يؤول قوله : الصبر والبكا إلى الصبر أو البكا ، حيث لا يجمع بينهما ، فالاختيار يكون لأحدهما ، وقد يؤول إلى تقدير : اختر من الصبر والبكا.
خصائص الواو :
تختص الواو بعدة أحكام ، قد تنفرد بأكثرها ، وقد يشاركها غيرها من أحرف العطف فى بعضها ، ولكنها كلّها أحكام للعطف بالواو نذكرها فيما يأتى (١) :
١ ـ احتمال المعطوف بها مصاحبة المعطوف عليه أو مخالفة التراتب ، أو المحافظة على الترتيب ، كما ذكرنا سابقا ، فالمعطوف بها يحتمل المصاحبة والقبلية والبعدية.
٢ ـ تعطف اسمين لا يكتفى المعنى أو الكلام بأحدهما دون الآخر.
يحكم ذلك مدلول العامل ، ففى بعض الأفعال التى تكون على مثال صيغتى (افتعل وتفاعل) يكون مدلولها مستوجبا لاثنين فأكثر ، وإلا فسد المعنى ونقص ، وذلك حينما تفيد هذه الأفعال معنى الاشتراك والتشارك ، كمعانى الاختصام والاقتتال والتقاتل والتخاصم والاصطفاف والتصاف والتجاور والتعاطف والاشتراك والتشارك والاجتماع والتجمع والتسابق والاستباق والتحادث والتساوى والاستواء ، وما قد تقع عليه من أمثال ذلك.
فتقول : اختصم سمير ومحمود ، تقاتل سعيد وجاره ، اشترك المهندس والعمال فى تنفيذ المشروع. اصطفّ أحمد وزميله ، تجاورت سعاد وفاطمة ، حيث يجب ذكر المعطوف ، ولا تصحّ المعانى السابقة بدون ذكره ، ويجب أن يكون حرف العطف الواو.
إن كان الفاعل المتقدم مؤنثا ألحقت بالفعل ما يدلّ على التأنيث ، أو سبقته بها.
فتقول : اختصمت فاطمة وأخوها ، تقاتلت المرأة وزوجها.
ومنه قوله تعالى : (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) [الرعد : ١٦].
كما أن هناك معانى أخرى تستوجب وجود معطوفين ، من نحو الأمثلة الآتية :
__________________
(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٣٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ٩٢.