والمتحدث بـ (أو) يكون شكّه من بداية النطق بها ، فإذا قلت : فإنك أردت الإخبار بضرب زيد دون عمرو ، ثم اعترضك الشكّ فأدخلت عمرا باستخدام (أو) ، هذا بخلاف الشكّ باستخدام (إمّا) ، حيث يكون منذ بداية الحديث بالجملة ، فالشكّ واقع على المتعاطفين بها. حيث إذا قلت : ضربت إمّا زيدا وإمّا عمرا ، فالمعنى : ضربت أحدهما ، حيث الشكّ من بداية الكلام.
٢ ـ الإبهام :
يكون الإبهام على المخاطب دون المتكلم ، وهذا فرق بينه وبين الشك ، حيث يكون الشكّ من المتكلم فى المقام الأول ، وقد يكون من المتكلم والمخاطب ، ومن أمثلة الإبهام ـ قوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سبأ : ٢٤].
والشاهد فى (أو) فى الموضعين ـ على الوجه الأرجح ـ وفى خبر (إن) فى هذا الموضع أوجه ، أظهرها :
أ ـ أن شبه الجملة (لعلى هدى) خبر (إن) ، وحذف خبر الثانى للدلالة عليه.
ب ـ أن يكون المذكور خبر الثانى ، وحذف خبر الأول للدلالة عليه.
ج ـ كلّ من المذكورين خبر عن كلّ من اسم (إن) والمعطوف عليه ، من باب اللف والنشر.
د ـ لا يقدر محذوف لكون (أو) لأحد الشيئين ، والتقدير : أحدنا فى أحد الاثنين.
ومنه قول لبيد :
تمنّى ابنتاى أن يعيش أبوهما |
|
وهل أنا إلّا من ربيعة أو مضر (١) |
__________________
(١) ديوانه ٢١٣ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ١٣٢ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٩٩ / شذور الذهب ١٧٠.
(تمنى ابنتاى) تمنى : فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. ابنتاى : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى. (أن يعيش أبوهما) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له من