ومن مواضع معاقبة (أو) الواو أن يكون فيها معنى الإباحة ، كأن يقال : جالس الحسن أو ابن سيرين ، ومنه : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ ...) [النور : ٣١](١).
٥ ـ التفصيل :
وهو تبيين للأمور المجتمعة بلفظ واحد ، نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف.
٦ ـ التقسيم :
ويستحسن بعضهم مصطلح التفريق المجرد من الشك والإبهام والتخيير بدلا من التقسيم ، ويعنى به تبيين لما دخل تحت حقيقة واحدة ، ويوجد تداخل والتباس بين التفصيل والتقسيم عند اللغويين والمفسرين.
ومنه قوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) [النساء : ١٣٥](٢)(وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا)(٣) [البقرة : ١٣٥]. وقد يكون فى هذا المعنى تفصيل.
وتلمس معنى التقسيم الذى هو أقرب إلى التفصيل فى قول جعفر بن علبة الحارثى :
فقالوا لنا ثنتان لا بدّ منهما |
|
صدور رماح أشرعت أو سلاسل (٤) |
__________________
(١) (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يبدين) يبدى : فعل مضارع مبنى على السكون المقدر لإسناده إلى نون النسوة فى محل رفع. ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (زينتهن) زينة : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف وضمير الغائبات هن مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إلا لبعولتهن) إلا : حرف استثناء مهمل يفيد الحصر والقصر ، مبنى لا محل له من الإعراب.
بعولة : اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبات هن مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإبداء.
(٢) لفظ الجلالة (الله) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، (أولى) خبر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية فى محل جزم جواب شرط إن.
(٣) جملة (كُونُوا هُوداً) فى محل نصب ، مقول القول. (تهتدوا) فعل مضارع مجزوم فى جواب طلب كونوا ، وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة. أو : مجزوم لأنه جواب شرط مقدر. والتقدير : إن تكونوا هودا .. تهتدوا. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.
(٤) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٤٥٧ / مغنى اللبيب ١ ـ ٦٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٠٧ / الدرر ، رقم ١٦٢٥.