ومنه قول الشاعر :
لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المن |
|
فما انقادت الآمال إلا لصابر (١) |
أى : إلى أن أدرك المنى. (أدرك) فعل مضارع منصوب بعد (أن) مضمرة.
١٣ ـ التقريب :
نحو : لا أدرى أسلّم أو ودّع.
والمحقق من المعانى السابقة ، أن (أو) تكون لأحد الشيئين أو أحد الأشياء ، وقد تخرج إلى معنى (بل) أو (الواو) ، إلا أن ينصب الفعل المضارع بعدها فتكون بمعنى (إلّا أن) الاستثنائية ، أو (إلى أن) الغائية.
وأما سائر المعانى فمستفادة من التركيب الذى ذكرت فيه (أو).
ملحوظتان :
أولا : اختصاص (أو) بالعطف بين الحاليتين :
تستعمل (أو) للعطف بين جملتين حاليتين ، فتلتبس بـ (أم) ، كقولك : أنا أضرب زيدا قام أو قعد. حيث الجملة الفعلية (قام) فى محل نصب على الحالية ، وقد عطف عليها الجملة الفعلية (قعد) ، وكان العاطف (أو).
__________________
(١) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٦٧ / شرح الشذور ، رقم ١٤٦ / شرح القطر ، رقم ١٦ / أوضح المسالك ، رقم ٤٩٨.
(لأستسهلن) اللام : واقعة فى جواب قسم مقدر ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أستسهل : فعل مضارع مبنى على الفتح ؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، فى محل رفع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره :أنا ، والنون المضعفة للتوكيد حرف مبنى لا محل له من الإعراب. والجملة جواب قسم مقدر لا محل له من الإعراب. (الصعب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (أو) حرف بمعنى إلى مبنى لا محل له من الإعراب. (أدرك) فعل مضارع منصوب بعد أن المقدرة بعد أو ، وعلامة نصبه الفتحة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. (المنى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فما) الفاء : تعليلية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (انقادت) فعل مبنى على الفتح. والتاء للتأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (الآمال) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (إلا) حرف استثناء مهمل مبنى لا محل له من الإعراب يفيد الحصر والقصر. (لصابر) اللام : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. صابر : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالانقياد.