كما أنه يجب إضافتها ـ لفظيا أو معنويا ـ إلى ما يدل على أكثر من واحد ، فتقول : أىّ الدرسين فهمت؟ واقرأ أىّ الدرسين تهوى. وإن قلت : كافئ أىّ طالب ، فتقديره : أى طالب من الطلاب ، أى : أىّ الطلاب. فهى تشارك بـ (أو) و (إما) فى أنها لأحد الشيئين ، وتفارقهما فى الغرض من الاستفهام ، فالسائل بـ (أو) و (إمّا) غير عالم بثبوت أحد الأمرين ، أما السائل بـ (أم) فإنه عالم بثبوت أحدهما ، والمراد من السؤال بها تعيين أحدهما.
وتسمى (أم) المتصلة بالمعادلة ، حيث تعادل بين المعطوفين فى التسوية ، أو : تعدل بينهما فى الاستفهام ، إن سبقها استفهام ، أو أنها تعادل همزة الاستفهام.
ومن النحاة ـ على رأسهم أبو عبيدة والنحاس ـ من يجعل (أم) بمعنى الهمزة ، فإذا قلت أقائم زيد أم عمرو ؛ كان التقدير : أعمرو قائم.
وتركيب (أم) المتصلة ـ بصفة عامة ـ تلحظ فيه :
أ ـ أن (أم) يجب أن تسبق بهمزة مذكورة أو مقدرة ، تفيد معنى التسوية.
ب ـ يذكر أحد المعطوفين ، أو أحد المعدولين قبل (أم) وبعد الهمزة ، والآخر بعد (أم).
ج ـ أن يكون السائل عالما بأحد المعطوفين دون تعيين.
د ـ ألا يعطف بها إلا مفرد على مفرد ، إما اسمان متعلقان بحكم واحد ، نحو : أمحمد عندك أم محمود؟ ، وإما فعلان منسوبان إلى فاعل واحد ، نحو : أأذّن أم أقام؟
ه ـ قد يفصل بينها وبين المعطوف عليه ، وهو كثير ، كما هو فى المثل السابق ، وكأن تقول : أزيدا لقيت أم عمرا؟
وقد لا يفصل بينهما ، كأن تقول : أعندك محمد أم محمود؟ ألقيت زيدا أم عمرا؟