وقد تصدّر البيتان بحرف الاستفهام (هل) ، ثم ذكرت (أم) بدون ذكر (هل) ، فتقدر (أم) بـ (بل) و (هل) ، وقد تكررت (أم) مذكورا بعدها (هل) فى صدر البيت الثانى ، وهو إضراب ثان.
أما الإضراب بـ (أم) المنقطعة فإنه يكون على أحوال ، حيث :
ـ يكون الإضراب مجردا حقيقة ، كما هو فى الآية الكريمة السابقة : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ ...) [الرعد : ١٦].
ومنه قولهم : هل لك قبلنا حقّ أم أنت رجل ظالم؟ أى : بل أنت رجل ظالم.
والإضراب الحقيقى المجرد يكون فى معنيين :
أولهما : أن يكون إضراب انتقال :
كما هو فى الآية الكريمة ، حيث ينتقل بالإضراب من المعنى الأول إلى المعنى الثانى.
ومنه قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) [السجدة : ٢ ، ٣].
وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) [الكهف : ٩].
__________________
محل له من الإعراب. (كبير) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (بكى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع نعت لكبير .. (لم يقض) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. يقض : فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل نصب حال. (عبرته) عبرة : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، وضمير الغائب الهاء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (أثر الأحبة) إثر : منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف والأحبة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (يوم البين) يوم : ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. متعلق بمشكوم ، وهو مضاف والبين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مشكوم) خبر المبتدإ كبير مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.