وتلحظ أنه لو قدّر الإضراب المحض فى المواضع السابقة لكان محالا.
ومنه قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) [الأنبياء : ٢١](١).
حيث تقدر (أم) بـ (بل) والهمزة ، فتعطى معنى الإضراب الانتقالى ، والهمزة للاستفهام الإنكارى.
وقوله ـ تعالى ـ فى سورة الصافات : (أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ .. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) .. أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) [الأيات : ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥٣ ، ١٥٦].
وكذلك قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٣ ، ٥٤].
(أم) متصلة أو منقطعة بتوجيه المعنى :
ـ فى قوله تعالى : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٨٠] ، يجوز فى (أم) وجهان :
أحدهما : أن تكون متصلة ، فتعادل بين ما قبلها وما بعدها فى إرادة الاستفهام ، ويكون التقدير : أىّ هذين واقع؟ وتكون ـ حينئذ ـ عاطفة.
والآخر : أن تكون منقطعة ، فتكون غير عاطفة ، وتقدر ـ حينئذ ـ بـ (بل) والهمزة ، والتقدير : بل أتقولون ، ويكون الاستفهام إنكاريا.
ـ قوله تعالى : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) [يونس : ٣٧ ، ٣٨](٢). فيه (أم) تؤول على وجهين :
__________________
(١) (من الأرض) شبه جملة فى محل نصب ، نعت لآلهة ، أو متعلقة بنعت محذوف ، الجملة (ينتشرون) فى محل رفع ، خبر المبتدإ هم. والجملة الاسمية (هم ينتشرون) فى محل نصب ، نعت ثان لآلهة. أو فى محل نصب ، حال.
(٢) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (هذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (القرآن) بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة